الدبابة الأولى

إنضم
4 يونيو 2013
المشاركات
174
التفاعل
144 0 0
في مثل هذا اليوم في عام 1915، خرج نموذج أولي لدبابة لقبت باسم ليتل ويلي من معمل التجميع في انكلترا. لم يكن هذا النموذج ناجحا، كما لم تصبح الدبابة فعالة بين ليلة وضحاها، بل تم تدريجيا إدخال تحسينات على النموذج الأصلي إلى أن بدأت الدبابات في نهاية المطاف التوجه إلى ساحات المعارك العسكرية.

لماذا الحاجة إلى الدبابة؟

بعد تقدم صناعة المدافع الرشاشة الآلية، أصبحت الكلفة البشرية خلال الحروب عالية جداً، فلجأت كافة الجيوش خلال الحرب العالمية الأولى لحفر الخنادق، وتعزيزها بخطوط كثيفة من الأسلاك الشائكة والتحصينات. ولفترة لم يكن أمامها للتقدم واكتساب الأرض، إلا القيام بهجمات على الجبهات وبتشكيلات ضخمة من الجنود المشاة على شكل موجات بشرية، على أمل أن يتمكن ولو جزء قليل منهم من عبور المنطقة الفاصلة ما بين الخنادق الصديقة وتلك المعادية، للاشتباك بالعدو في معارك تلاحمية، وكان ذلك يتم تحت وابل كثيف من نيران المدافع الرشاشة وقذائف الهاونات والمدفعية الثقيلة.

لذلك بدأت الجيوش سعيا حثيثا لإيجاد الوسائل لحل هذه العقدة، وكان قد أسند مشروع سري للبحرية البريطانية لتقوم بتطوير الدبابة وتدريب طواقمها على اعتبار أنها من السفن البرية، وأشرف اللورد الأول للأدميرالية "وينستن تشرشل" على لجنة سفن البر، وجاءت باكورة هذه الجهود في أيلول من العام 1915، بصنع أول نموذج ناجح للدبابة البريطانية "ليتل ويلي". وللحفاظ على السرية نقلت هذه المركبات الجديدة على أنها خزانات للمياه، ومن هنا انسحب عليها الاسم بالإنكليزية وبشكل رسمي منذ كانون أول من نفس العام.

حينما ظهرت الدبابة لأول مرة في ساحات الحرب العالمية الأولى أطلق عليها البريطانيون اسم تانك) وتعني الخزان أو الصهريج. كان هدف البريطانيين من هذا الاسم ابقاء مشروع صناعة الدبابة سريا، وقد تبنت معظم دول العالم هذه التسمية بما في ذلك الاتحاد السوفيتي .

في ألمانيا اطلق على الدبابة اسم بانزر (بالألمانية: Panzer) والتي تعني حرفيا "الدرع"أو " مركبة القتال المدرعة"، في إيطاليا تسمى "كارو أرماتو" أي "المركبة المدرعة"،وفي فرنسا "شار دو كومبات" أي "مركبة القتال" . أما في البلدان العربية فتعرف باسم "الدبابة" أي التي تدب دبا بمعنى تمشي على هينتها والاسم يعود إلى آلة قديمة كانت تتخذ لضرب وهدم الحصون.

لعبت الدبابة دورا هاما في الحرب العالمية الثانية. طورت منذ ذلك الوقت على جميع المستويات، شكلا ووزنا وتسليحا وأجهزة إلكترونية وحماية الجنود. ولعل المرة الأخيرة التي كان دخولها في المعارك حيويا كان أيام حربي الخليج ، بسبب وجود الصحارى.
 
عودة
أعلى