الاختراق الشيعي لمصر.. إلى أين؟!
فاجأت تصريحات الدكتور
وتحذيره من الاختراق الشيعي لمصر المراقبين ومحبي الشيخ لما عرف عنه من حرصه على التقريب بين السنة و
، وسارع المقربون منه إلى محاولة التبرؤ من تلك التصريحات أو التقليل من شأنها، غير أن المتابعين كانوا يدركون أنه لابد من أمر جلل ومعلومات خطيرة وصلت للشيخ دفعته للتخلي عن خطابه التقريبي المعهود، وتساءل البعض هل ثمّة محاولات شيعية لاختراق مصر؟ لم يطل السؤال كثيرًا، إذ ما سرعان نشرت صحيفة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة المصرية كتابًا لأحد علماء
اللبنانيين، وبعدها بأيام نشرت صحيفة الغد التابعة لحزب الغد مقالاً تطاولت على السيدة
أم المؤمنين وعلى
وغيرهما من الصحب الكرام رضوان الله عليهم، ولم تكد تمر ثلاثة أيام حتى انضمت للجريمة صحيفة الفجر التي نشرت ملحقًا تطاولت فيه على أم المؤمنين ونصرت المذهب الشيعي، الأمر الذي أكد بما لا يتيح مجالاً للشك وجود لوبي شيعي أو مجموعة من أصحاب النفوذ الذين يفتحون الطريق أمام غزو شيعي لمصر، فهل تشهد مصر موجة جديدة من موجات الغزو الشيعي؟ هذا ما نحاول الإجابة عليه في هذا المقال.
موجات الاختراق الشيعي لمصر:
منذ بدايات التشيع، و
ينظرون إلى مصر نظرة خاصة، فلِما لها من ثقل ودور في العالم العربي والمسلم كان
يأملون في نشر مذهبهم بها، ونجحت إحدى طوائف
في إنشاء الدولة الفاطمية العبيدية، التي يثني عليها
المعاصرون، وما فتئوا يذكّرون بها ويسبون القائد البطل
لدوره في إنهاء الدولة الفاطمية وتوقف انتشار المذهب الشيعي في مصر.
ولابد أن نشير هنا إلى أن الدولة الفاطمية حاولت نشر المذهب الشيعي بين عامة المصريين، يقول حسن إبراهيم حسن في كتاب تاريخ الدولة الفاطمية: (عندما اعتلى الفاطميون الحكم في مصر في عام 909 نسبوا أنفسهم إلى السيدة
. وقاموا ببناء الجامع الأزهر لنشر المذهب الشيعي في عام 972، وكان زعماء هذه الأسرة يرون أن الوقت مناسب لنشر الدعوة المذهبية عن طريق العلم، ولذلك قاموا بإنشاء دار الحكمة وهي مركز ثقافي كانت مهمته هي نشر التعاليم الشيعية).
غير أن الحكومة الفاطمية فشلت في نشر المذهب الشيعي، فلجأت إلى منع قراءة كتب المذاهب الأخرى وعملت على تهميش
.
وبعد نجاح
في إنهاء الدولة الفاطمية عمل على إعادة المذهب السني في البلاد، غير أن
لم يفقدوا الأمل في مصر، وظل دعاتهم يأتون إلى مصر ويلتقون بعلمائها في محاولة للتأثير عليهم، منذ أن جاء أحد دعاتهم إلى مصر في عهد الإمام
الذي تصدى لأباطيله.
ومع الصحوة التي شهدتها الحركة الشيعية في التاريخ المعاصر، زاد اهتمامهم بمصر يقودهم حنينهم للدولة الفاطمية، وفي أربعينيات القرن العشرين أرسل المرجع الشيعي "
" نائباً عنه إلى مصر هو "
" الذي اتصل بعلماء الأزهر، ولتساهل الأزهر في موضوع
أنشئت دار التقريب بين المذاهب الإسلامية سنة 1947م في القاهرة، وساهم في تأسيسها من شيوخ الأزهر
و
و
، ومن
-الذي كان أميناً عاماً للدار- و
شرف الدين و
.
ونجح
في الحصول على فتوى من الشيخ
بجواز تدريس المذهب الشيعي في الأزهر، وهو ما أعد إنجازًا مهمًا لهم خاصة مع معارضة العديد من علماء مصر لهذا الأمر.
غير أن
فشلوا على الرغم من ذلك في نشر دعوتهم بين صفوف الشعب المصري السني، وفترت تلك الدعوة وإن بقيت تعمل بشكل سري وهادئ، حيث يقول
أحد كبار المتشيعين بمصر: "وقد استمرت جماعة التقريب تعمل في مصر حتى أواخر السبعينيات تمكنت من خلال هذه الفترة من استقطاب الكثير من الرموز الإسلامية البارزة فيه..".
و
في تلك الفترة، فقد تم تأسيس بعض الجمعيات والهيئات الشيعية مثل جمعية آل البيت التي تأسست سنة 1973م.
وكان دعاة
يفدون على مصر، ومن بين هؤلاء
الذي قام برحلتين لمصر سجلهما في إحدى كتبه، يقول
: "وقد حرص
على استقطاب الرموز الإسلامية والثقافية في مصر، فكان لا يطبع كتابًا في مصر إلا ويكون قد كتب مقدمته واحد من هؤلاء الرموز، ولم يكن نشاط
ينحصر في محيط الرموز الإسلامية والثقافية وإنما تجاوز هذا الحد وأجرى اتصالات مع بعض المسئولين في محيط الثقافة وبعض الصحافيين].
والفارق بينهم وبين
.
ومع قيام
بثورته في إيران، توترت العلاقات بين إيران ومصر، إلا أن ذلك لم يمنع وجود بعض المتشيعين الجدد مثل
والذي أسس مكتبة "دار الهدف" لنشر كتبه في عام 1989، ومع تولي
الرئاسة الإيرانية والتقارب مع الدول العربية عاد الحديث مجددًا عن الاختراق الشيعي والذي بلغ ذروته في الأعوام الماضية بعد إعلان
عزمه تأسيس حزب للغدير يمثل شيعة مصر، وبجانب ذلك عمل
على اختراق النشاط الثقافي في مصر، وفيما يبدو أن محاولات
في ذلك الصدد بدأت تؤتي ثمارها في الآونة الأخيرة.
لماذا يتشيعون؟
يحاول كثير من المتشيعين الإيهام بأن تشيعهم جاء نتيجة اقتناع فكري وقناعة عقلية، غير أن الناظر في حركة التشيع يدرك أن أسبابًا كثيرة تقف وراء عملية التشيع قد يكون آخرها في كثير من الأحيان القناعة الفكرية، ولسنا بصدد مناقشة تلك الأسباب، غير أنه لابد أن نشير أن الأموال الخارجية تعد عاملاً مهمًا وراء عملية التشيع، وفي أوائل العام الجاري اندلعت خلافات بين اثنين من رموز التشيع في مصر واتضح وقتها للجميع أن تلك الأموال هي السبب في الخلافات.
ونشير هنا إلى أن إحدى المواقع الشيعية على الإنترنت نشرت مقالاً كشفت عن أن أحد أسباب التشيع الرئيسة في مصر هي الرغبة في الحصول على الأموال، ومما جاء في هذا المقال عند الحديث عن "
" رئيس المجلس الأعلى لرعاية أهل البيت: من المعروف أن
حتى سنة 1999 لم يكن له أية علاقة ب
، وكان يصدر جريدة شبه ناصرية تدعى (صوت يوليو) ذات منحى بعثي موالٍ للرئيس العراقي
، وقد اعتادت توجيه اتهامات وطعون للإمام
ووصفه بالعميل للصهيونية، وشهد العدد الرابع نوع من التغير مع بروز مقال لشخص مجهول يدعى
يتحدث فيه عن النسب النبوي لـ
والإمام
، كما بدأت تظهر مقالات تتحدث عن أهل البيت لبعض الأشراف الذين أيدوا تحركاته ضد نقيب الأشراف.
ويكشف المقال عن أن "
" سعى لاستمالة
كي يفسح له المجال لكتابة المقالات ووعده بالأموال التي ستنهمر عليه من المرجعيات التي ستمول نشاطه إذا ما سمح لهذه المقالات بالظهور، ومن ثم تحولت صوت يوليو إلى صوت آل البيت، وتم توزيعها أثناء معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير 2001 م، والذي يتميز بكثرة دور النشر الشيعية، سعياً لكسب التأييد والشهرة خاصة أن بعض دور النشر على اتصال بمرجعيات دينية، وهو ما حدث بالفعل فيما بعد.
ويكشف المقال عن شخصية أخرى تكسبت من وراء ادعائها التشيع، وهو
، الذي يشتبه بتورطه في الملحق الذي نشرته صحيفة الغد، حيث يقول المال: إن
تظاهر لفترة بادعائه التشيع وقامت مرجعية السيد
بتمويل نشاطاته في مصر رغم شكوك العديد من المخلصين
في عمالته للأمن، وتحول فجأة إلى أحد كبار رجال الأعمال، واستخدم هذه التمويلات التي بلغت مليون دينار كويتي لتمويل حملته الانتخابية ونجح بالفعل في اجتياز الانتخابات.
وفي لقاء مع إحدى المواقع الشيعية على الإنترنت، يقول
: "مرحباً بأي ممول ولكن ليس لنشر التشيع بالمفهوم المذهبي الحاد وإنما تحت لواء أهل البيت، مصر الآن تعيش مرحلة فكرية مفتوحة لا توجد أية ضغوط نعاصرها أو نعيشها الآن والأنشطة الثقافية والفكرية كثيرة ومتعددة في مصر.
والباب مفتوح أمام أية مؤسسة أو جهة أو شخصية يقيم أي مشروعات ثقافية فكرية في مصر، نحن على استعداد لتبني أي مشروع يخدم الدعوة في مصر "مشروع ثقافي طبعاً"، بداية من إنشاء مكتبة إلى إنشاء دار نشر إلى إنشاء مطبعة إلى إنشاء مكتبة عامة إلى إنشاء دار مناسبات (حسينية)".
ويكشف لنا صاحب المقال المذكور عن أن "المرجعيات والهيئات الشيعية اعتادت على منح الأموال لكل طالب لها بحجة السعي لنشر المذهب في مصر دون البحث عن الكيفية التي تنفق بها هذه الأموال، الأمر الذي أدى لإيجاد حالة من الانتهازية لدى بعض ممن يعتنقون المذهب".
وقد حذر الدكتور
في بيانه عن تصريحات الشيخ
من خطورة الأموال التي توجّه إلى التشيع، مشيرًا إلى أن "السبب في ذلك هو أن خمس مال كل شيعي يذهب على سبيل الزكاة لمؤسسات تسعى إلى نشر الدعوة إلى المذهب الشيعي".
ولعل هذه الحقائق والتصريحات، تكشف لنا كيف نجحت أيدي التشيع في الوصول إلى عدد من الصحف المصرية ودفعها إلى نشرها مقالات تعلم أنها ستجلب عليها غضب الشارع السني، كما أنها تكشف لنا أن ما يردده هؤلاء المتشيعون عن الاقتناع والرضا بالفكرة ليس إلا محض افتراء، فالسر وراء التشيع يكمن في "أموال الخمس".
الصلة بين
والعلمانيين والماركسيين:
يعرف عن العلمانيين والماركسيين المصريين عداؤهم الشديد للحركات الإسلامية، وهو العداء الذي يدفع بعضهم للوقيعة في الإسلام، غير أن العجيب أننا وجدنا في الآونة الأخيرة توافقًا بين
وبقايا الماركسيين والعلمانيين، وإذا وضعنا "أموال الخمس" جانبًا، فنستطيع أن نقول: إن السبب في الصلة بين
وبقايا الماركسيين هو اتفاق الفريقين على الطعن في الإسلام والصحب الكرام، فـ
رئيس تحرير "الغد" والذي يدّعي أنه كاتب الملف يرجع السبب في اختيار الشخصيات التي أساء إليها إلى ما زعمه "خطرها على الحياة الإسلامية، فهي التي أجهضت الحلم الديمقراطي في الحياة الإسلامية أو توقف عندها حكم الخلفاء الراشدين، والذين يمكن اعتبارهم مجموعة الشركاء في حادث الفتنة الكبرى"، وهذا الكلام بنصّه ومعناه تكرار لمقولات
عن الصحب الكرام وتطاولهم عليها.
ولابد من أن نشير هنا إلى أن
عملوا منذ تاقت أعينهم إلى مصر على استمالة الصحافيين والمتنفذين في وسائل الإعلام والثقافة (وجلّهم من غير الإسلاميين)، فهذا أحد دعاتهم الجدد في مصر يكتب إلى شخصية مشهورة منهم عن نشاطهم في مصر: "... من هنا جعلنا من مكتب دار الهدف نقطة التقاء لشيعة مصر، وأصبح بمثابة حسينية مؤقتة أقمنا فيه الكثير من اللقاءات، وأحيينا الكثير من المناسبات مثل: عاشوراء، ويوم الغدير لأول مرة في مصر منذ زمن طويل، وتمكنا من خلال نشاط المكتب أن نفتح الحوار مع عدة تيارات سياسية، مثل: التيار الناصري، والتيار اليساري، وكثير من المثقفين الذين كانوا يتوافدون على مكتب الهدف. وقد أحدث هذا النشاط ضجة إعلامية واسعة في الوسط الإعلامي والسياسي في مصر، فحتى مدة قريبة لم يكن أحد من أفراد هذا الوسط يتصور أن
لهم وجود في مصر، وأن هناك صورة أخرى للإسلام هي أكثر مرونة وفاعلية من تلك الصورة القائمة الجامدة التي تحاول الجماعات الإسلامية أن تفرضها على الواقع". (**)/