.
في مثل هذه الأيام، تمر ذكرى سقوط مدينة غرناطة أخر مدن المسلمين في الأندلس وتحديدا في يوم 2/1/1492، حيث تم ابرام اتفاقية تنص على تسليم مدينة غرناطة وخروج القادات منها الى المغرب،
تضمنت الاتفاقية 68 بندا، أهمها ان يخرج القادات بعوائلهم واموالهم، ان يتمكن أهالي غرناطة من التحاكم بالشرع الاسلامي، الا يدخل الكاتوليك منازل المسلمين، ألا يغصبوا احدا على الكاتوليكية، الا يرغم من اسلم من الكاتوليك على العودة لدينهم، الا يدخل الكاتوليك المساجد او يتم هدمها، الا يلزم المسلم بوضع علامة على بابه
وقع الاتفاقية البابا في روما، وملك اسبانيا فردينانديز، وعليه خرج الملك ابو عبد الله ابن الغالب الاحمر القحطاني، وقام بتسليم مفاتيح المدينة للكاتوليك واجهش بالبكاء اثناء مسيره ووصوله لمكان يسمى الآن "تنهيدة العربي الأخير" فقالت له والدته: "حسناً تفعل، ابك مثل النساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال!
يذكر ان ملوك المسلمين في الاندلس كانوا في حالة حرب دائمة بين بعضهم البعض، واستطاع الاسبان المضي بمسارين وهما المفاوضات والعسكرة، واختار عم ملك غرناطة "أبي عبد الله الزغل" المسار العسكري وهزم الاسبان في عدة معارك، لكن ابن اخيه وعدداً كبيراً من المسلمين كانوا من مناصري التفاوض، اعتقاداً منهم أن ذلك قادر على إنقاذ غرناطة.
طبعا لم يتحقق أي من بنود الاتفاقية، بل بدأت محاكم التفتيش ضد مسلمي غرناطة بعدها بعدة أعوام، ولم يبقى في اسبانيا مسلم
وثق الرسامون الاسبان لوحتين مهمتين، احداهما لتسليم ملك غرناطة لمفاتيح المدينة والثانية لعناق ملك اسبانيا لملك غرناطة قبل ترحيله الى المغرب.