اهمية القواعد العملانية المتقدمة وحمايتها

sword1988

عضو
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
821
التفاعل
729 0 0
1566_1181_s.jpg

شكل تجهيز وتشييد القواعد الآمنة في مناطق القتال مطلباً اساسياً دائماً للقوات المشاركة في العمليات في اطار الحملات في البيئات المعادية، أكانت تلك لحفظ السلام ام انسانية ام لمكافحة التمرد.
يشمل الأمن الحماية ضد النيران المعادية، المباشرة منها وغير المباشرة، بالاضافة الى الحماية ضد المناخات المعادية، والتوفير الآمن للطاقة، والمياه والاتصالات. وأكدت الخبرة المكتسبة من العمليات في البلقان، وافريقيا، والعراق وأفغانستان على الحاجة الى اعتماد حلول مدمجة لتخفيض التكاليف المالية لانشاء القواعد وللحاجة الى تخفيض الدعم اللوجستي اللازم لها لفترات طويلة.
تتمتع القواعد المتقدمة العملانية (Forward Operating Bases FOBs) وقواعد الدوريات (Patrol Bases - PBs) بميزات مشتركة للعمليات في العراق وخاصة في افغانستان. وأشارت تصاريح صادرة عن قوة ISAF عام ٢٠١٢ الى أن لدى الجيش الأميركي اكثر من ٤٠٠ قاعدة عملانية متقدمة في أفغانستان، واذا ما اضيفت الى قواعد الدوريات يصبح عدد المنشآت الثابتة يناهز الألف. الى ذلك اشارت ايضاً بيانات قوة ISAF الى أن عمليات حلف شمال الاطلسي والقوات الحليفة تستفيد من اكثر من ١٥٠٠ منشأة ثابتة على امتداد افغانستان وهذا ما يشكل اثرا بالغا على سير عملها مع تداعيات لوجستية هامة.


تعتبر الآن القواعد العملانية المتقدمة كمحاور استعلام ومراقبة واكتساب اهداف واستطلاع (ISTAR) لتعزيز حماية القوات في ما يخص القوات البرية المنتشرة. كما تستفيد القوى المعنية من أجهزة التصوير المركبة على الساريات او تلك المركبة على المناظير عالياً فوق القواعد ورادارات مراقبة الحركة البرية، الى جانب ما تضيفه الصورة عن اسلوب الحياة من معطيات تستفيد منها القوات العسكرية كونها اضافات نافعة للصورة التكتية لقادة الدوريات. يمكن ايضاً ان يتم التحكم بها من قبل مشغلين داخل القواعد العملانية المتقدمة، او يستطيع القادة طلب مهمات خاصة من أجهزة التصوير او الرادار لاضافة المعلومات وتعزيز ادراكهم للوضع الميداني.



ترسخ مفهوم Base ISTAR عملياً في كل القوى المسلحة المنتشرة في العراق وأفغانستان وأهمية مجموعة التجهيزات التي تم تطويرها، وتحقيقها، ونشرها كمطلب نموذجي للاستعمال في العمليات المستقبلية.


تتمتع الهواوين والقذائف الصاروخية والقذائف الصاروخية من نوع RPG بتأثيرات معروفة جداً لجهة فعاليتها عند انفجارها، ولمواجهتها يفترض ان تكون الحماية المادية منها كبيرة وثقيلة الحجم.
قدمت في هذا المجال، نظم الحماية من "HESCO" في العراق وافغانستان الآن بالاضافة الى قواعد مختلفة في افريقيا، رداً نموذجياً على التهديدات الشاملة التي تواجهها اكثرية الجيوش.
يكمن حل آخر في مواجهة تهديدات النيران غير المباشرة، الهواوين، القذائف الصاروخية، في استعمال نظم حماية نشطة واسلحة مضادة للقذائف الصاروخية والمدفعية وقذائف الهواوين (C-RAM).
طورت شركة Raytheon نظام Phalanx ليستخدم في العراق، ومن ثم نُشِرَ النظام المذكور في افغانستان، كما يقدم فرصة اعتراض التهديدات النارية غير المباشرة وتدميرها قبل صدمها القاعدة العملانية المتقدمة. اما Rheinmetall Defence فكيّفت مدفع الدفاع الجوي الخاص بها Oerlikon Skyshield لهذا الدور وهي تسعى للحصول على زبائن اكثر. تستكشف ايضا Raytheon مع نظام Phalanx وRheinmetall مع Skyshield بالاضافة الى MBDA سبل استعمال سلاح الليزر لادوار "C-RAM"، وهذا ما يعتبر تقدماً يساعد في تفادي احتمال الاضرار الجانبية التي تحدثها قذائف المدفعية التي تسقط على الارض.


بدأ الجيش البريطاني في العام ٢٠٠٩ تقييم القواعد العملانية المتقدمة وقواعد الدورية من المستوى Level 0 الى المستوى Level 3. يعتبر المستوى Level 0 قاعدة عملانية متقدمة صغيرة حيث احضر الجنود الكثير من تجهيزاتها او اغلبيتها بنفسهم، أكان بحملها على ظهورهم ام على متن آليات تكتية خفيفة. وفقط، عندما يتوسع حجم القاعدة العملانية المتقدمة، وللعمل على تغذية العناصر المتزايدة عدداً، فسيُعمل للحصول على مرافق ووسائل الراحة الاضافية التي تتطلبها مجموعة واسعة من الجنود. وآنذاك سيزيد العبء اللوجستي، لكن ان اصبحت القواعد العملانية المتقدمة وقواعد الدوريات من المستويات الدنيا اقل اعتماداً على الدعم الخارجي، قد يساعد الامر على التخفيف من الثقل اللوجستي. سيظل ينظر الى المستوى Level 1 ك بسيط جدا لكنه سيشهد بدء بعضا من مظاهر النظافة وهيكلية التغذية. اما المستوى Level 2 فهو اضخم واقل تقشفا، واخيرا يُعرَف المستوى Level 3 بكونه ما يجب ان يراه احدهم على قاعدة مشابهة ل Camp Bastion/Leatherneck في افغانستان.
لمشاة البحرية الاميركيين منشآت مشابهة لكن اضخم لكن دون استخدام تعابير "Patrol Base"، "Combat Outpost"، FOB وCamp المعتمدة للمستويات البريطانية المماثلة. تتبع مفاهيم مشاة البحرية الاميركية تلك المتعلقة بالحجم والتقشف بالنسبة للقواعد على المستوى التكتي المتقدم، مع مرافق معززة في المنشآت الاضخم. اما الجيش الاميركي، من جهته، فله وسيلته الخاصة، بحيث ان القواعد العملانية المتقدمة هي قواعد للفصيلة والسرية التي قد تكون منشآت مؤقتة تعمل لفترة تتراوح بين ٦ و٢٤ شهرا. مع هيكليات مؤقتة. على مستوى الكتيبة واللواء، تبدأ مرافق شبه دائمة اكثر بالانتشار في حين على القواعد الدائمة، فان اكثرية المباني ستكون دائمة ومعدة للبقاء على الاقل خمس سنوات.

تكمن مقاربة اخرى لمحاولة تخفيف القواعد العملانية المتقدمة في رؤية ما اذا يمكنها ان تكون تضمينية. اذا امكن تحديد التجهيزات المشتركة مثل التكيف، حماية القوة، وسائل ISTAR، وخدمات الدعم للحياة العملية، فسيؤول الامر الى الى اجتياز بعض الطريق قدما مع الاستغناء عن التجهيزات غير الضرورية، والتكرار.


طور البريطانيون مفهوم حزمات التجهيزات الاولية (PEP)، وهي مجموعات مسبقة الحمولات من قطع غيار ومواد استهلاكية، التي يمكنها ان توزع بسرعة على الوحدات لعمليات معينة ولانواع معينة من التجهيزات. دار الحديث عما اذا كان مفهوم PEP قد يستعمل لعناصر من التجهيزات المادية للقواعد العملانية المتقدمة. وفي الولايات المتحدة ايضا، قد يوسع مفهوم مجهز القوة (Force Provider) الذي هو عبارة ايضا عن حاويات مسبقة التجهيز بكل العناصر اللازمة لانشاء مخيم ل ٥٥٠ جندي او باعداد مضاعفة. يمكن ان يوسع ليضم عناصر اخرى وفي الدرجة الاولى تجهيزات حماية القوة وتجهيزات دفاعية لانشاء قواعد عملانية متقدمة وقواعد دوريات.


بعد استهلاك الوقود في القواعد العملانية المتقدمة هاما. ففي الجيش الاميركي يحرق ما بين ٥٠٠ و٦٠٠ جندي ٦٥٠٠ غالون وقود يوميا على الاقل في ما يتعلق بالطاقة، تكييف الهواء، تشغيل المستشعرات واعادة شحن بطاريات الاجهزة اللاسلكية. وبما ان اعداد نظم المستشعرات وBase ISTAR قد ارتفع ايضا استهلاك الطاقة تتعقد مشكلة الطاقة بفعل ان اكثرية القواعد العملانية المتقدمة قد تطورت عضويا مع تخطيط ضعيف او حتى متقدم، فقد تم حل مسألة زيادة طلب الطاقة بشكل بسيط: زيادة بعض المولدات لكن المشكلة وعلى العموم، هي ان اكثرية مولدات الطاقة تنتهي بمعدلات غير اقتصادية، وبذلك استهلاك وقود اكثر وزيادة الطلب الشامل للوقود.




وبما انه يتوجب شحن الوقود، وسيكون الصهريج جزءا من دورية لوجستية مقاتلة، فان تكلفة العملية ستكون مرتفعة جدا. تقدر بعض الارقام تكلفة الوقود الكاملة بأكثر من ٢٥٠ دولار للغالون الواحد. بالرغم من ان اكثرية القوات المسلحة قد قبلت بكلفة العمليات، بات من المفهوم ان الطاقة هي نقطة ضعف حقيقية للعمليات الطويلة الامد، لان الاعتماد على كميات كبيرة متحركة من الوقود على الطرقات يعني ان العدو سوف يكون لديه مجموعة جاهزة من الاهداف، قد تحدث خسارتها آثارا تكتية وعملانية كبيرة. واذا كان هناك من ميدان بحث وتطوير مشترك لكل الجيوش فهو مشكلة الطاقة بالنسبة للقواعد العملانية المتقدمة.


عمد قادة الجيش البريطاني، في اطار الحل لهذه المشكلة، الى الامر بثورة خضراء متمثلة باستخدام الواح الطاقة الشمسية، وتوربينات هواء، بطاريات متقدمة ونظم ادارة طاقة تم توزيعها لتجهيز القواعد البريطانية في افغانستان.



يؤمل ان تؤدي التكنولوجيا الصديقة بالبيئة الاحدث الى تخفيض استهلاك الوقود التقليدي بنسبة ٤٥%، مما يخفض بشكل دراماتيكي خطر تعرض ارتال صهاريج التموين اللوجستي بالوقود التي تذهب ضحية للقنابل القاتلة التي يزرعها عناصر حركة طالبان على جوانب الطرقات.
بنى خبراء وزارة الدفاع البريطانية والشركاء الصناعيون في قبرص نموذجا مقلدا لقاعدة عملانية متقدمة كاملة بملاجئها المحصنة، وخيمها المكيفة الهواء وجنودها، بغية اختبار التكنولوجيات الجديدة.
ونقل عن ضابط العمليات في فريق مشروع اغراض ساحة المعركة لمنظمة التجهيزات الدفاعية والدعم البريطانية، قائد السرب Garry Whelan ان الامر لا يتعلق بالدرجة الاولى بالحفاظ على الارواح.



وخلال الاختبار الذي اسمي Power FOB حصل الجنود على فرصة لمحاولة استخدام التكنولوجيا الخضراء واختبار اعتماديتها في الظروف الميدانية، في حين ان العلماء استخدموا اجهزة التصوير وبرامج الكمبيوتر واجهزة قياس الطاقة لبرهنة ان التكنولوجيا الجديدة قد تخفض حقا استهلاك الطاقة الى النصف. قال رئيس قسم حلول الطاقة والخدمات في BAE Systems المسؤول عن ادارة الاختبار مع وزارة الدفاع، السيد Chris Courtaux انه ولاول مرة في العالم يجري هذا الاختبار.
تم تركيب عدة انواع مختلفة من الواح الطاقة الشمسية وتوربينات الهواء، طلبت كلها بالوان التمويه الخاصة بالجيش، تم تركيبها حول قاعدة الاختبار لتضاف الى المولدات لكنها تمتعت بعدد من الميزات الفريدة تجعلها تروق للجيش. يعد العمل تحت النيران المعادية تهديدا دائما في افغانستان، لذلك تمتعت بعض الواح الطاقة الشمسية بغشاء مضاد للرصاص الذي يتيح لها الاستمرار في توليد الطاقة حتى بعد تعرضها للرصاص من الرشاش، تم اختبار الواح الطاقة الشمسية يمكن طيها وحملها ابان الدورية لتشغيل الاجهزة اللاسلكية في مواقع المخيمات بعيدا عن القواعد الثابتة ويمكن لهذه الالواح ان تمد على الملاجىء المحصنة او تركب على اسطح خيم الجيش. وصل جهاز آخر الواح الطاقة الشمسية مباشرة بمسخنات الماء في مطبخ ميداني تابع للجيش. كما هي الحال مع مصادر الطاقة المتجددة، تركز الاختبار على تحسين فعالية تكييف الهواء المستخدم للحفاظ على برودة خيم الجنود لانه يستهلك ٥٠% من كل الوقود المستخدم في قواعد منطقة هلمند. اوجدت التغطية العاكسة للحرارة لتحسين فعالية تكييف الهواء بنسبة ٢٠% بحسب خبراء سلاح مهندسي الكهرباء الميكانيكية الملكي العاملين في قبرص.
شكل كمبيوتر محمول لب الاختبار مع برنامج ادارة وقياس للطاقة الذي اطفأ المولدات عند انتفاء الحاجة لها او تحويل طاقتها الى بطاريات التخزين الاساسية. استخدمت تلك البطاريات لتأمين الطاقة للقاعدة والسماح للمولدات المحدثة الضجيج ان تطفأ. تختلف القاعدة العملانية المتقدمة المستقبلية عن الهيكلية البسيطة والاساسية التي استعملت في الجيوش لفترة ل ٢٥ سنة خلت. تعتمد حلول تكنولوجية لكل من تحديات الدفاع ودعم الحياة لتخفيض الدعم اللوجستي اللازم لابقاء القواعد العملانية المتقدمة على طاقتها القصوى، وتستخدم في تلك القواعد ذروة التكنولوجيا الحديثة.
 
عودة
أعلى