فضيحة تسريب تسجيل لقاء تبون مع بلينكن

إنضم
9 يناير 2020
المشاركات
1,764
التفاعل
3,875 7 9
الدولة
Algeria


الجزائر - طرح تسريب اللقاء الذي جمع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته الأخير إلى الجزائر تساؤلات في الساحة الجزائرية عن المستفيد من هذا التسريب والهدف من ورائه، وعما إذا كانت جهة جزائرية نافذة قد قامت به لإحراج تبون وقطع الطريق أمام أي تقارب مع واشنطن على حساب موسكو؟

ويبدو أن بلينكن الذي قام بـ"مسح" المنطقة على حد تعبير تقرير أميركي -حيث زار عدة دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظرف وجيز، قد تعثر في نقل رؤية بلاده إلى السلطة الجزائرية بشكل مرن وسلس.

وتضاربت الروايات في الجزائر بشأن المصدر الأساسي الذي سرب التسجيل المذكور إلى شبكات التواصل الاجتماعي؛ فهناك من رجّح أن يكون أميركيا باعتبار أن الجزائر أرادت التعتيم على فحوى ومضمون الزيارة، ولذلك لجأت واشنطن في بداية الأمر إلى الإعلام والمواقع الرسمية الأميركية، وإزاء ردود الفعل الصادرة في الجزائر للتعقيب على تلك المحتويات عمدت الولايات المتحدة إلى تسريب الحديث برمته وعلى مدار نحو 27 دقيقة.

وفي المقابل تذهب رواية أخرى إلى أن التسريب هو فصل من فصول المؤامرة داخليا، التي تستهدف النيل من عبدالمجيد تبون، والتأكيد على أن الفريق الرئاسي لا يملك المؤهلات والكفاءات اللازمة لحماية أسرار رئيس الجمهورية، وأن الغرض منه هو إحراج الرئيس الجزائري أمام جهات تحدث عنها في كلامه وإظهاره في ثوب المسؤول غير المتحكم في أصول الدبلوماسية، خاصة في قوله “علاقة الأوليغارشية المحلية مع المافيا الروسية والإيطالية “، لاسيما وأن الكلام كان بحضور رئيس الدبلوماسية الأميركية.

ولعل أكثر المقاطع صدما لمتابع الشأن الجزائري هو المقطع الذي تضمن إشارة تبون إلى إسرائيل وأن بلاده ليست لديها مشكلة معها، على الرغم من حجم الدعاية الحكومية الجزائرية التي تصور العلاقة بين المغرب وإسرائيل على أنها خطر وجودي يهدد الجزائر.
وقال إن "الجزائر ليست لها مشكلة مع إسرائيل إلا القضية الفلسطينية، وإن موقفها ثابت في هذا الشأن".


واكتشف الجزائريون أن رئيس دولتهم خاطب أنتوني بلينكن باللغة الفرنسية وهو ما يتنافى مع تشريعات الدستور ومع تقاليد الدبلوماسية، وبدا تبون الذي تكلم على مدار 27 دقيقة وكأنه يبرر موقفه، حيث كان يشرح ويفصل ودون توقف مختلف المواقف والملفات سواء المتصلة بالبلدين أو الإقليمية التي تهم الطرفين. ومن خلال التسريب ورط الرئيس الجزائري بلاده مع شركائها الروس والإيطاليين، حين تحدث عن جهودها في محاربة “الأوليغارشية المحلية ذات العلاقات الوطيدة مع المافيا الروسية والإيطالية “.

 
عودة
أعلى