الحسنى والزيادة/د.عثمان قدري مكانسي

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,526
التفاعل
17,656 67 0
{{ الحسنى والزيادة }}

الدكتور عثمان قدري مكانسي

بسم الله الرحمن الرحيم

" للذين أحسنوا الحسنى وزيادة
ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة
أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون
"

علمتنا القاعدة الذهبية في حياة الثواب والعقاب أن الأجر من جنس العمل . فالله تعالى يقول : " من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها " ويقول – سبحانه – كذلك " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " . والحَظ ْأداة َ الشرط في الآيتين السابقتين يتبيّن لك أنه لا بدّ للوصول إلى الهدف من الجد والعمل بما يناسب . وهاتان الآيتان الكريمتان أسلوب ترغيب وترهيب في الوقت نفسه، إنهما توضحان المقصود بأبسط لفظ وأتم معنى ، ليس فيهما لبس ولا غموض.

إن الحسنى ( الجنّة) دار المؤمنين في الدار الآخرة ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. نالها المؤمن جزاء وفاقاً لإيمانه بالله والعمل بأوامره والانتهاء عن نواهيه ، وهي نهاية طبيعية لمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها بحق . والمولى تعالى يقول " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" ؟ وهوتقرير جاء بصيغة سؤال لا يستدعي الإجابة . أما فتضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وزيادة على ذلك أيضا مما يعطيهم الله في الجنان من القصور والحور والرضا عنهم وما أخفاه لهم من قرة أعين فهذا من جميل كرمه جل شأنه ، وهو الحال الطبيعي الذي ينتظره المسلم من رب كريم عطاؤه لا يُحَدّ . ثم يأتي أفضل من ذلك وأعلاه وهو النظر إلى وجهه الكريم . والنظر إلى وجهه سبحانه أكرم وأعظم من جميع ما أعطوه ، لا يستحقونها بعملهم – فعملهم قليل - بل بجوده ورحمته .

وقد روي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه الكريم عن أبي بكر الصديق وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وسعيد بن المسيب والحسن وغيرهم من السلف والخلف كثير. وقد وردت فيه أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما رواه الإمام أحمد ، قال : عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " وقال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه . فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا ؟ ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويُجِرنا من النار ؟ قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقرَّ لأعينهم " .

وروى مسلم عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي : يا أهل الجنة - بصوت يسمع أولهم وآخرهم - إن الله وعدكم الحسنى وزيادة فالحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الرحمن عز وجل ".

والقتر سواد في عرصات المحشر كما يعتري وجوه الكفرة الفجرة من القترة والغبرة . أما الذلة فهوان وصغار يصيب الكفار ويعتريهم . ولا يحصل للمؤمنين إهانة في الباطن ولا في الظاهر بل هم كما قال تعالى في حقهم : " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا " فالنضرة في وجوههم والسرور في قلوبهم قال تعالى : " وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة " جعلنا الله منهم بفضله ورحمته .

وفي تفسير القرطبي :

1-روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة آلاف باب .

2ـ وقال يزيد بن شجرة : الزيادة أن تمر السحابة بأهل الجنة فتمطرهم من كل النوادر التي لم يروها , وتقول : يا أهل الجنة , ما تريدون أن أمطركم ؟ فلا يريدون شيئا إلا أمطرتهم إياه .

3- وقيل : الزيادة أنه ما يمر عليهم مقدار يوم من أيام الدنيا إلا حتى يطيف بمنزل أحدهم سبعون ألف ملك , مع كل ملك هدايا من عند الله ليست مع صاحبه , ما رأوا مثل تلك الهدايا قط ; فسبحان الواسع العليم الغني الحميد العلي الكبير العزيز القدير البر الرحيم المدبر الحكيم اللطيف الكريم الذي لا تتناهى مقدوراته .

4- وقيل : " أحسنوا " معاملة الناس , " الحسنى " : شفاعتهم , والزيادة : إذنٌ الله تعالى فيها وقبوله .​
 
رد: الحسنى والزيادة/د.عثمان قدري مكانسي

إنه الحق
جزاك الله خير
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: الحسنى والزيادة/د.عثمان قدري مكانسي

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع وبارك الله فيك وفي مالك وأهلك

للتنبيه فقط يقول الله تعالى ( لا تدركه وهو يدرك الأبصار ) الأدراك هنا بمعنى الأحاطة وأن
أهل الجنة سوف يرون ربهم بحسب الأدلة من الكتاب والسنة ولكن لا يمكنهم الاحاطة بنظرهم الى الذات الاهلية فبأذن الله أن رزقنا الله بالجنة فأننا سنرى ربنا عز وجل كما وعدنا بذلك
 
عودة
أعلى