الأمريكيتين قبل كلومبس .. التاريخ المخفي

الأميرال

Kara Kuzgun
إنضم
18 ديسمبر 2008
المشاركات
16,660
التفاعل
32,974 39 0

بسم الله الرحمان الرحيم .. :)

الأخوة الكرام اليوم يقدم لكم عبد ربه .. دراسة مطولة حول التاريخ السري او المخفي حول القارتين الأمريكيتين قبل اكتشافهما من طرف كريستوف كلومبس ..

عزيزي القارئ .. ما ستقرأه هنا هو أمور لعلك لم تسمعها او تقرأها من قبل ..

الموضوع طويل شيئا ما لدى سأستغرق وقتا سأحاول ان يكون قصيرا لاكماله ..

كل مشاركة ستكون عبارة عن فقرة منعزلة عن الأخرى .. و أعتذر اذا كان هناك سوء في تدبير الموضوع من الناحية التراتبية ..


البداية بهذه اللمحة البسيطة .. حول جزء يسير من تاريخ القارتين قبل المدعو كلومبس ..

***


بالرغم من الابحاث و التقارير التى تشير الى وصول العرب و المسلمين قبل كولومبس للقارتين الامريكيتين بحوالي ( 500 سنة ) إلا ان الاوربيين حققوا مكاسب جمه اكثر بكثير من اي دولة اسلامية في العالم القديم انذاك !!!

و التاريخ الحقيقي يروي لنا قصص كثيرة عن ممالك و دول إسلامية و خرائط و كشوفات و رحالة و مغامرون مسلمين قبل وصول كولومبوس و قبل ان تعي اوربا ان هناك ارضاً خلف بحر الظلمات (التسمية القديمة للمحيط الاطلسي) اورد منها على سبيل المثال لا الحصر .. سأفصل بعض هذه النقاط مستقبلا ..

1- ما اورده المسعودي في كتابه "مروج الذهب و جواهر المعادن" عن رحالة عربي من الاندلس يسمى خشخاش بن سعيد ابن أسود عبر المحيط الاطلسي و وصل للضفة الاخرى من المحيط (القارتين الامريكيتين) و عاد محملاً بالكثير من الذهب و الكنوزسنة ( 889 م ) ..
2- المسعودي نفسه رسم في بعض خرائطه اجزاء من القارتين الامريكيتين سمهما بالارض المجهولة .. حيث ان كريستوفر كولومبوس قد استعان بخرائط المسعودي في رحلته لاكتشاف طريق من اوربا للهند عبر المحيط الاطلسي ..
3- ما ذكره الشريف الادريسي عن وجود ارض خلف المحيط الاطلسي سماها بالارض الكبيرة بالاضافة لتأكيدة لكروية الارض ( 1100 م – 1166 م ) و الكثير الكثير من الانجازات في علم الجغرافيا ..
4- ياسين بن مكوك بن سير بن علي الجزولي والد عبدالله بن ياسين مؤسس دولة المرابطين في المغرب عبر المحيط الاطلسي الى شمال البرازيل و نشر الاسلام هناك و اسس منطقة كبيرة كانت تخضع لحكم دولة المرابطين ..
5- خريطة للمحيط الاطلسي رسمها رئيس البحرية العثمانية "بيري محيي الدين" في حوالي العام ( 1515 م ) تظهر فيها شواطئ امريكا بدقة متناهية و غير معروفه في حينها !!!

بالاضافة الى انهار و مناطق لم يكتشفها الاوربيين إلا بعد تاريخ رسم الخريطة بحوالي 30 الى 50 عام !!!!

ناهيك عن الكثير من الدلائل الاخرى التى تشير لانتشر اللغة العربية و الدين الاسلامي قبل ذلك بفترة طويلة و الى وجود ممالك اسلامية اخرى من السكان الاصليين انفسهم ..

بل اكثر من ذلك انتشار بعض القبائل العربية هناك و الاسماء و الملابس و العملات الاسلامية و غيرها الكثير ..

و كانت اوربا تتخوف من وصول الدولة العثمانية لامريكا و طرد الاوربيين منها ولكن ذلك مع شديد الاسف لم يحدث ..

* أهمية القارتين الامريكيتين انذاك :
على وقع الاحداث في حينها شكلت القارتين الامريكيتين دعماً كبيراً للجيوش الاوربية من خلال الذهب و الفضة التى كانت الاساطيل الاوربية تجلبهما من القارتين ناهيك عن باقي المصادر و المواد الخام

و قيل ان الاسبان و البرتغاليين في بادئ الامر كانوا يبادلون السكان الذهب بما معهم من اواني زجاجية (يبدوا ان الزجاج لم يكن معروفاً في الامريكيتين) بالذهب و الفضة و النفائس الاخرى مما حقق لهم مكاسب كبيرة جداً رجحت كفت الصراع في العالم القديم لصالحهم في الكثير من المواقع

كذلك ساعد نفي المعارضين في اوربا للقارتين الامريكيتين باستقرار الاوضاع في اوربا و زيادة الايدي العاملة من المعارضين الذين اصبحوا مصدر كسب بدلاً ان يكونوا مصدر عدم استقرار


* مالذي حدث و لماذا خسر المسلمون القارتين الامريكيتين ؟!
ليس لدي مجال للشك ان المسلمين كانوا سباقين الى الوصول للقارتين الامريكيتين .. ولكن ما هي العوامل التى ابعدت القوى الاسلامية عن القارتين و عدم استغلالهما لمصلحة الامة الاسلامية .. لماذا تأخروا عن هذه الكشوفات و هم السباقون .. مالذي جعل اسبانيا الكثوليكية تكون بالمقدمة و الصدارة في هذا المجال و تتبعت اروبا خطاها ...

بسم الله الرحمن الرحيم
** أَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا **
سورة الاحزاب آية (27)
جاء في تفسير ابن كثير ان معنى ارضاً لم تطئوها هي فارس و الروم و قيل انها كل ارض تفتح للمسلمين الى يوم القيامة

لنرجع و نناظر الاحداث التى كانت سائدة في فترت الكشف عن القارتين الامريكيتين مع العلم ان القو ى الاسلامية الكبرى في تلك الفترة كانت الدولة العثمانية و الدولة المملوكية في مصر ..

(مشهد دخول السلطان الفاتح للقسطنطينية)
osmanli.jpg


1- فتح القسطنطينية سنة 1453 م .
2- سقوط غرناطة اخر ممالك المسلمين في الاندلس سنة 1492 م .
3- الصراع بين العثمانين و المماليك من جهة ضد المغول و فلول الصليبيين .
4- الصراع بين (لعثمانيين و المماليك في مصر) ضد (البرتغاليين و الصفويين الفرس) .
5- معركة ديو البحرية الفاصلة في تاريخ البشرية بين العثمانيين و المماليك المصريين و سلطان كوجرات الهندي من جهة و البرتغاليين من جهة اخرى و انتصر فيها البرتغاليين سنة 1509 م ..
6- الصدام بين الصفويين و العثمانيين و كان النصر حليف العثمانيين سنة 1514 م في سهل جالديران ..
7- معركة مرج دابق بين العثمانيين و المماليك المصريين بقيادة السلطان الغوري و كان النصر حليف العثمانيين و قتل السلطان الغوري سنة 1516 م ..
8- دخول الجيش العثماني القاهرة سنة 1517 م ..

كما رأينا كان الصراع شديداً جداً بين القوى الاسلامية و قد اعان الفرس القوى الخارجية على القوى الاسلامية و في التفاصيل الصغيرة و الدقيقة الكثير الكثير من المؤامرات و الدسائس من اليهود الفرس و غيرهم ..

مما ادى لاشغال القوى الاسلامية عن هاتين القارتين الكبيرتين بكل ما تحويانه من مصادر و ارزاق و مصالح ..

و لم تستطع القوى الاسلامية في حينها حماية غرناطة اخر ممالك المسلمين في الاندلس فما بالنا بالقارتين الامريكيتين البعيدتين و استغلالهما .. ؟؟

ما هو مصير المسلمين الاوائل في القارتين الامريكيتين .. ؟!!

كم هو اسود ذلك الحقد الكاثوليكي .. كلنا نعلم سواد قلو بهم نحونا ..
spain4.jpg


اذا نظرنا لمصير العرب و المسلمين في الاندلس فسوف نهم ما حل بالمسلمين في الامريكيتين ، فكما هو معلوم ان المسلمين في الاندلس تعرضوا للقتل و الطرد و التهجير و التنصير و لا يفصلهم عن القوى الاسلامية الكبرى سوى مضيق جبل طارق و حولهم ما حولهم من المسلمين و هذا كان مصيرهم ..

اما ما حصل في الامريكيتين فهو اشد بشاعة ..

فقد قيل ان عدد الهنود الحمر من سكان القارتين كان يقدر بعشرة ملايين نسمة ابيد و قتل اغلبهم و لم يتبقى إلا قلة قليلة منهم ..

و قد عثر الاوربيين عند قدومهم على مساجد و مسلمين كان مصيرهم القتل و الابادة و لا حول و لا قوة الا بالله ..


بعض المصادر :
الدكتور اللبناني المقيم في امريكا يوسف مروح عن تواجد المسلمين قبل كلومبوس




كذلك الدكتور المصري عبدالرحيم الشريف فيما كتب عن السبق الإسلامي في اكتشاف أمريكا

+ عشرات المواقع الأخرى حول الشبكة العنكبوتية ..

++ دكتورة سعودية خصصت وقتها لدراسة حضارة الهنود الحمر ووصلت الى نتائج مدهشة عندما اكتشفت كثيرا من الامور التي كانت مغيبة مثلا و جدت عند الهنود الحمر من هو اسمه احمد او محمد و كثيرا من الامور التي لا اذكرها كما انها اكتشفت كهوف تحتوي على نقوش بالغة العربية ..

اذا كان هذا الجزء الأول ..

يتبع باذن الله ..:)


 
يقال ان الامريكان ابادو 50مليون من الهنود الحمر قبل ان يحتلو ارضهم المسمى الولايات المتحده الامريكيه والى الان يتميزون بمميزات وحكم ذاتي لايوصل لمميزاتهم احد في الولايات المتحده الامريكيه
 

++ دكتورة سعودية خصصت وقتها لدراسة حضارة الهنود الحمر ووصلت الى نتائج مدهشة عندما اكتشفت كثيرا من الامور التي كانت مغيبة مثلا و جدت عند الهنود الحمر من هو اسمه احمد او محمد و كثيرا من الامور التي لا اذكرها كما انها اكتشفت كهوف تحتوي على نقوش بالغة العربية ..



اخي الاميرال اذا كان لديك رابط للدكتورة السعودية وموجود فيه هذا الكلام اتمنى وضعه لانه يهمني انا شخصيا......وجزاك الله خير على طرح مثل هذا المواضيع القيمة، طبعا انا سبق وسمعت عن هذا الكلام.....وايضا كان لدي صديق اسباني وكان يقول ان في كتب التاريخ لديهم في اسبانيا مثبت بان البحارة المرافقين لكولمبس لدى اكتشافه امريكا في ذلك الوقت كان مغاربة مسلمين وهذا الشي ادهشني لاني بآسمعه من شخص اسباني وليس عربي ولا حتى مسلم، وهذا الموضوع ممكن يكون السبب في وجود مساجد في ذلك الوقت والله اعلم
 
اخي الاميرال اذا كان لديك رابط للدكتورة السعودية وموجود فيه هذا الكلام اتمنى وضعه لانه يهمني انا شخصيا......وجزاك الله خير على طرح مثل هذا المواضيع القيمة، طبعا انا سبق وسمعت عن هذا الكلام.....وايضا كان لدي صديق اسباني وكان يقول ان في كتب التاريخ لديهم في اسبانيا مثبت بان البحارة المرافقين لكولمبس لدى اكتشافه امريكا في ذلك الوقت كان مغاربة مسلمين وهذا الشي ادهشني لاني بآسمعه من شخص اسباني وليس عربي ولا حتى مسلم، وهذا الموضوع ممكن يكون السبب في وجود مساجد في ذلك الوقت والله اعلم

سأبحث لك قليلا فيما يتعلق بالدكتورة ..

بالنسبة لكلام صديقك فهو صحيح .. كلومبس استعان بمغاربة أثناء رحلته .. على أي فهذا موجود بالكتب التاريخية لدى الاسبان و البرتغال .. أما العرب و المسلمون فقلة قليلة للغاية فقط تعلم بهذا الأمر .. لدى أحببت ان يعلم عدد أكبر بأن الاسلام كان بأمريكا قبل أن يأتي هذا و يدعي انه اكتشف تلك الأرض لأول مرة ..
 

الجزء الثاني .. :)

حفلت عدد من المؤلفات الغربية التي وثقت لتاريخ اكتشاف القارة الأمريكية بالحديث عن الكنعاني التاريخي البغيض في شكل الوحش الهندي الممسوخ ، وهي الصورة التي لا يزال يعتبرها البعض تخيّلية لا معنى لها ..

ومع ازدياد هجرة الإنجليز إلى العالم الجديد .. ظهرت أبشع صور الإبادة في التاريخ البشري .. وعلى الفور أصبحت متلازمة الإبادة الجماعية في ذلك التاريخ مرتبطة بالهنود الحمر .. تلك الأمة المسالمة التي عمرت هذه القارة قروناً طويلة قبل رسو السفن الإنجليزية على الساحل ..

وعلى ضراوة تلك المذابح وبشاعتها إلا أن القديسين الإنجليز كانوا فيها أشد ضراوة من المستعمرين الأسبان .. فقد حرضوا الجنود على قتل الرجال والنساء والقضاء على الأطفال وكبار السن والعجزة والمرضى .. وأضفوا على هذه المذابح لباسها الديني .. إضافة للهدف الاستعماري الذي جاء من أجله الأسبان ..


لقد كان من الشروط الأولية اللازمة لتلك الإبادة الجماعية التي ارتكبها الأسبان والأنكلو - أمريكان : التأكيد على عدم إنسانية ذلك الشعب .. وأن أفراده شياطين ووحوش لا يستحقون الحياة ..

ظهرت تلك الصور الحاقدة في كتابات الكثير من العنصريين الأسبان ؛ أمثال : ( غونزالو فرنانديس) و ( فرانسيسكو لوبيز ) والعديد من رجال الدين الإنجليز ..

مطالعة لتحليل تفاصيل أدق لذلك التاريخ المشوه .. أو مطالعة المؤلفات التي تحدثت عن تلك الأمة الغامضة ( الهنود الحمر ) التي أبيدت بكاملها بعيدا عن تصوير الإعلام والتاريخ المشوه الذي نقلته أفلام رعاة البقر( كوباي ) .. التي أظهرت قبائل هذا الشعب بجماعة من المعتدين .. وصورتهم بصورة الوثنين والمتوحشين والهمجيين والبدائيين .. على الرغم من شهادة الجنود أنفسهم – الذين شاركوا في تلك الإبادة الجائرة - بعراقة أفراد ذلك الشعب وأصالتهم ومسالمتهم .. وحسن أخلاقهم .. وترحيبهم الحار بالمهاجرين الإنجليز .. وتوطينهم بجوارهم .. ومشاركتهم لهم في المرعى والصيد والسكن الذي كانت تنعم به قبائلهم وحدها منذ استيطانها تلك البراري الشاسعة .. قبل ما يزيد عن سبعة قرون من مقدم البحار الايطالي كريستوفو كولمبوس عام 1492م .. وقبل قيام طلائع المستوطنين البريطانيين عام 1607م ببناء أول مستوطنة أطلق عليها اسم ( جيمس تاون ) .. تيمناً باسم الملك البريطاني جيمس الأول الذي منحهم إجازة إنشائها في العالم الجديد . .


غير أن المثير للاهتمام حقاً .. والذي يدفع لفتح ملفات أخرى عن تلك الأمة الغامضة أن طبيعة المذابح البشعة التي مورست ضد هذا الشعب ووسائلها كانت مقاربة إلى حد كبير لتلك التي مورست ضد المسلمين إبان ظهور محاكم التفتيش الأسبانية بعد سقوط غرناطة - آخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 1492م – وأن العام الذي سقطت فيه غرناطة هو العام نفسه الذي أبحر فيه كولمبس باتجاه الغرب باحثاً عن شيء ما ..

ويطرح التساؤل .. عن سر تلك المظاهر الاجتماعية التي أصبحت شعاراً لعدد من أفراد قبائل الهنود الحمر .. وظهرت في الصور والرسوم المنقولة عنهم .. وبخاصة رفع أيديهم إلى السماء لاستنـزال المطر .. أو توجيه خيامهم باتجاه المشرق دون غيره من الجهات .. وارتداء بعضهم العمامة .. وكذا عن لباس المرأة هناك المشابه للحجاب - الحايك -الذي تلبسه المرأة المسلمة في بعض أقطار المغرب العربي .. والتقارب الكبير معهم في العديد من المظاهر الأخرى ..

ومثلما تصاب بالصدمة إثر اكتشاف حقيقة غامضة كنت تبحث عنها .. سوف تعجب حقاً من هوية ذلك الشعب إذا علمت أن اسم واحدة من أكبر قبائلهم التي استوطنت الولايات الشمالية الغربية لأمريكا هو ( مكة ) .. نعم عزيزي القارئ .. "مكة" .. وأن أكثر من 75 مدينة وقرية في مختلف أنحاء أمريكا يعتقد أنها سميت بـ ( مكة ) من قِبل الهنود الحمر !!

وهو ما دعى بعض الباحثين من أمثال ( د. يوسف مروة ) و ( د. فيل باري ) الأستاذ بجامعة هارفارد الأمريكية إلى اعتقاد أن سبب تنافس تلك القبائل على تسمية مناطقها باسم ( مكة ) .. إضافة إلى تسمية العديد من مدنها وقراها وجبالها بأسماء أخرى مثل مدينة ( عرفة ) هو أحد الأدلة القاطعة على أصولهم الإسلامية التي جاءوا منها .. وعلى معرفة أجدادهم بالإسلام .. واشتياقهم لرؤية الأراضي المقدسة .. وزيارة مكة لأداء مناسك الحج ..

ولأنه لم يحفل طريق من الطرق إلى حاضرة من حواضر العالم القديم والحديث بالمسافرين والمشتاقين والمحبين كما حفل به الطريق إلى مكة .. فإن هذا الطريق في المقابل لم يحفل - مع كل أسف - بأي من الدراسات التاريخية العلمية التي تليق بمكانته .. لأنه طبعا يظهر مدى قوة الحضارة الاسلامية ..

سوف تظل تلك الحفريات والمخطوطات والنقوش النادرة في سهول أمريكا ومرتفعاتها الوعرة التي يتجلى فيها ( الشوق إلى مكة ) والرغبة في أداء مناسك الحج والوقوف بتلك المشاعر المقدسة مفتاحاً لتفسير تاريخ الكثير من الأمم أو القبائل المسلمة التي بادت - أو أبيدت - .. ولا نعلم عنها إلا القليل .. بعيداً عن التشويه الذي طمس تاريخها .. ومما يجلّي معالم التاريخ هناك تلك الحقائق والمشاهدات والأحافير التي تم اكتشافها. .

نشرت جريدة الهدى العربية التي كانت تصدر في نيويورك .. أن تجاراً متجولين من الأتراك عثروا في منطقة ( سيمو جوفل) simojovel de Allende الجبلية بالمكسيك على قبيلة تتكلم العربية وتقطن منطقة جبلية منيعة ..

كانت تلك القبيلة ما تزال تعيش في عزلة عن العالم .. ولم تتصل بمن حولها .. وظلت محافظة على عاداتها العربية والإسلامية .. وقال أفرادها لأولئك التجار إنهم يقطنون تلك الديار منذ مئات السنين .. وأنهم لا يشتاقون إلى شيء شوقهم إلى زيارة مكة وأداء مناسك الحج .. وزيارة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ..

وذكروا بأنهم لا يسمحون لأحد بدخول منطقتهم .. وأن لديهم أمولاً وتحفاً وآثاراً كثيرة يودون لو استطاعوا إيصالها إلى مكة المكرمة ..

كما نقلت مجلة الشروق العربية الصادرة في البرازيل .. تقرير أحد المسئولين البرازيليين الذي رفعه إلى حكومته .. وأشار فيه إلى وجود مسلمين برازيليين يقطنون مجاهل ولاية ( باهيا ) البرازيلية منذ زمن بعيد .. ويعرفون باسم (الوفائيين ) أو قبيلة الوفاء .. وأن عددهم كبير .. وأنهم يتزايدون بشكل مستمر .. وقد دخلوا إلى البرازيل منذ قرون عديدة .. وأن مزارعهم عامرة بمحاصيل الذرة الصفراء والقرع العسلي .. والفواكه التي تعرف باسم الجوافة والباباي والأناناس .. وغيرها من المحاصيل التي ربما جلبها التجار العرب معهم من ميناء الدار البيضاء :D قبل عام 1100م. .

ولا يزال علماء الآثار الأمريكيين في حيرة من تلك النقوش التي اكتشفت بأمريكا الشمالية .. وتحمل اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبعض آيات القرآن الكريم .. وأسماء مكة والمدينة .. والعديد من الأسماء العربية التي تعود إلى الصحابة الكرام رضي الله عنهم ..

. الطريق إلى مكة والشوق إلى المشاعر المقدسة .. حلقة الوصل الظاهرة التي جمعت طوائف المسلمين التي استوطنت تلك السهول والبراري الأمريكية الموحشة .. بعد أن نزح عدد من أجدادهم ( الموريسكيون :D) من الأندلس خُفية على ظهور القوارب والسفن .. فراراً بأنفسهم وبدينهم من حملات الإبادة التي مورست ضد المسلمين هناك .. بينما جاء عدد آخر من أولئك الرواد تجاراً من جزيرة العرب وأفريقيا إبان ازدهار الملاحة في حاضرة الأندلس الإسلامي .. وانطلقوا محملين بالمحاصيل الزراعية والحيوانات والنقود غرباً .. باتجاه بحر الظلمات أو البحر المحيط الذي كان يطلق على المحيط الأطلسي آنذاك .. بعد أن ساد في الناس عدم وجود أرض مسكونة أو شواطئ كلما توغلت في أعماقه السحيقة التي تضربها الظلمة والأعاصير والأمواج العاتية المدمرة طوال السنة ..

لقد انقطعت أخبار أولئك المسافرين .. ولم يعودوا إلى أرض الوطن بعد رحيلهم .. حتى ظهرت تلك الآثار والدراسات عن قبائل الهنود الحمر .. التي تناولت ممارساتهم الاجتماعية وثقافاتهم وعاداتهم .. وتحدثت عن تظافر اكتشافات النقوش المكتوبة باللغة العربية في سهول تلك القارة وقمم جبالها الوعرة التي قطنوها طوال العقود الغابرة .. مما حدا بعالم الآثار المتخصص بتاريخ أمريكا لما قبل كولمبوس ( باري فل ) أن يصرّح قائلاً : إني لأتوق إلى اليوم الذي يتسلق فيه زملائي العرب جبال ( سييرا ) لزيارة الوهاد المعلّقة هناك .. حيث اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم واسماء مكة والمدينة تظهر بجلاء منحوتة في صخور أمريكية .. على أيدي بحارة اهتدوا إلى هناك منذ زمن بعيد ..


يتبع .. :)
 
يوجد كتاب أسمه المسيحيه و السيف يصف جرائم الأسبان فى الأراضى الجديده حقيقة أشياء أبشع من الخيال كتب هذا الكتاب أحد القساوسه فى الجيش الأسبانى
 
جزء -3 :)

الأميرال الصيني المسلم تشينج هي قاد


بحار صيني مسلم اكتشف امريكا قبل كولمبوس

قليلة هي النظريات التاريخية .. التي يمكن أن تثير مثل الجدل الذي فجره اصرار جافين منزيس على أن اميرالا صينيا مسلما اكتشف امريكا قبل المستكشف الاوروبي كريستوفر كولمبوس بسبعة عقود .. ورغم أن مؤرخين كثيرين بعضهم صينيون يرفضون نظرية الضابط السابق في البحرية البريطانية الا أن منزيس وهو مؤلف كتاب 1221 العام الذي اكتشفت فيه الصين امريكا يقول ان الاميرال تشينج هي قاد اسطول النجم المؤلف من 300 سفينة على متنها 30 الف رجل الى القارة الامريكية في القرن 15 من أجل توسيع نفوذ حكم اسرة مينج الصينية .. ويقول منزيس ان الاميرال الصيني رسم لاحقا خرائط استخدمها كولمبوس للوصول الى امريكا في 1229 فيما كان يبحث عن طريق جديد للهند مشيرا الى أن المستكشف البرتغالي فردناند ماجلان أبحر أيضا بمساعدة الخرائط الصينية في القرن19 .. وأمضى منزيس القائد السابق لاحدى الغواصات في البحرية البريطانية نحو 15 عاما يقوم بأبحاث من أجل الكتاب الذي ألفه في 290 صفحة ..

وقال (لم يكتشف أحد من البحارة العظام أي شيء جديد فقد كان لديهم جميعا خرائط رسمها الصينيون..). . الهيئة العامة للسياحة في سنغافورة التي تمولها الحكومة هي واحدة من جهات كثيرة تقف خلف المعرض المقام سابقا في مارينا بروميناد الذي قال منظمون انه كشف (معلومات وأدلة جديدة) تدعم النظرية التي تقول ان تشينج وصل أمريكا قبل أي أحد اخر.. ضم (معرض 1221) الذي شارك منزيس في تنظيمه أيضا بعض التفاصيل الخاصة بقاعدة بحرية يعتقد أن تشينج أقامها في كندا عند موقع جغرافي يعرف باسم (نوفا كاتايا) أو (كاثاي الجديدة) .. ونظمت سنغافورة أيضا احتفالات بمناسبة مرور 900 عام على رحلة تشينج الاولى عبر جنوب شرق اسيا قادته الى ميناء ملقة على الساحل الغربي لما يعرف اليوم باسم ماليزيا باعتباره مبعوث الامبراطور ..


وتظهر السجلات التاريخية أنه في الفترة من 1205 الى 1233 قاد تشينج بناء على أوامر الامبراطور تشو دي في عهد أسرة مينج اسطول النجم الامبراطوري في سبع رحلات تشبه الاساطير .. وحمل الاسطول المؤلف من 30 الف رجل وهو الاضخم من نوعه في ذلك العصر امال امبراطور طموح كان يسعى الى مد نفوذ الصين. وتظهر السجلات التاريخية أن تشينج في احدى رحلاته عاد من افريقيا بزرافة كهدية للامبراطور ..

ووفقا لمنزيس فإن تشينج قاد اسطوله الى امريكا وحول العالم. . وقال (ليس ثمة شك من أي نوع على الاطلاق فيما اذا كان تشينج وصل باسطوله فعلا الى سواحل أمريكا الشمالية والجنوبية في المحيطين الاطلسي والهادي. ). ويرفض باحثون منهم اكاديميون صينيون الفكرة باعتبارها ضربا من الخيال.. وقال مؤرخ صيني يعمل في جامعة بسنغافورة (سأكون في غاية السرور لو كانت نظريته صحيحة.. الا ان عمله ليس له علاقة البتة بالدراسات العلمية. ليس ثمة منهجية في بحثه ولا أسانيد لاطروحاته. انه يطرح تخمينات وفجأة تصبح حقائق.). ويعترف منزيس الذي انضم الى البحرية البريطانية وعمره 19 عاما أنه ليس أكاديميا الا أنه يصر على أصالة عمله..

وأضاف انه بالنظر الى أنه كانت للصين قوة بحرية عظمى مرهوبة الجانب في القرن 15 .. في الوقت الذي يقول بعض المؤرخين ان الصين كانت تفتخر فيه بحيازة أضخم اساطيل العالم لم يكن غير الصينيين أحد يستطيع رسم الخرائط الرئيسية التي قادت المستكشفين الاوروبيين حول العالم .. وتشير السجلات التاريخية الى أن أضخم سفن اسطول تشينج كان طولها 130 مترا وعرضها 90 مترا أي أنها كانت أربعة أمثال حجم سفينة كولومبوس المعروفة باسم سانتا ماريا.. ويستشهد منزيس ببحث يقول ان الحمض النووي للامريكيين الاصليين أقرب في تكوينه للصينيين من الاوروبيين أو الافارقة .. ويشير الى أن ذلك يدعم فكرة أن بعض افراد اسطول تشينج فضلوا البقاء في امريكا وكونوا عائلات .. وتابع (الناس الذين يعيشون اليوم في الاماكن التي وجد فيها الاوروبيون صينيين بامريكا الشمالية في دمائهم حمض نووي صيني)..

 
الفينيقيون

** اسم الكتاب : معذرة كولومبس
** اسم المؤلف : هانكه زودهوف
اسم المترجم : الدكتور حسين عمران
الناشر: مكتبة العبيكان طبعة أولى 2001م .


**يسعى مؤلف هذا الكتاب إلى انتزاع شرف اكتشاف أمريكا من كولومبس المغامر الإيطالي المولد البرتغالي الجنسية والذي اكتشف القارة الأمريكية عام 1492م، ويسعى المؤلف إلى إثبات نظرته من عدة وجهات بعضها من ملاحظات عابرة وبعضها يمثل نظرية متماسكة من الصعب عدم الاقتناع بها أو دحضها.
ويسعى فى الوقت نفسه أن يحيل هذا الشرف الرفيع إلى الفينيقيين أو تابعين لهم سكنوا حوض البحر الأبيض، وانطلقوا بنفس الاتجاه الذي انطلق إليه كولومبس، بل إنه يؤكد أن كولومبس عزم على رحلته وهو يعلم أن هناك من سبقه فى الإبحار غربا من شبه جزيرة إيبيريا .
ويبني دراسته على أن كولومبس عندما وصل إلى الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية لم تكن تلك البلاد خالية من السكان، فكان فيها قبائل الهنود الحمر في الشمال وهناك حضارات عظيمة موجودة سابقة لقدوم كولومبس بمئات السنين في أرجاء كبيرة من قارتي الأمريكتين الشمالية والجنوبية.
وهو لا يتعرض لفكرة رحلات الفايكونج من شمال أوروبا، لأنه يحاول إثبات العلاقة بين سكان أمريكا في الأزمان السابقة ومنطقة البحر الأبيض.
ويرفض فكرة أن هؤلاء البشر الذين سكنوا القارتين قدموا وانتشروا من شرق آسيا حيث استخدموا مضيق "بهرنج" وهو المضيق الصغير الذي تكاد تلتحم عنده قارة آسيا مع شمال أمريكا الشمالية، وهو يقول إن هذا وارد، ولكن الملاحظة الهامة هي أن هؤلاء العابرين للقارات أمرهم غريب، فلم يتركوا آثارا أو حضارات في طريق انتشارهم، وكأنهم في قطار حملهم بدون أن يتركوا أثرا فى البقاع القريبة من هذا المضيق. أي أن انتشارهم المتباعد عن منطقة مضيق بهرنج تضعف نظرية الهجرة الآسيوية من الشرق.
يدرس واقع الحضارات الموجودة في الأمريكتين في الأزمان الغابرة ويلاحظ ملاحظات فريدة ومدهشة فهو يقول إن هذه الحضارات نشأت وترعرعت قبل الميلاد بنحو 1200 سنة وهي الفترة التي بنى فيها الفينيقيون (هم معروفون بمغامراتهم البحرية الشهيرة) مدينة قادش على المحيط الأطلسي على السواحل الغربية لشبه جزيرة إيبيريا، وهى أفضل مكان للانطلاق منه إلى الساحل الشرقي للقارة الأمريكية، وهي أيضا نفس الفترة التي بدأ فيها الفينيقيون بالتشرد، بعد هزيمتهم من البابليين وتدمير مدنهم على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وهجرتهم من مدن البحر الأبيض.
والأدلة التاريخية عديدة وكثيرة، وهي جميعها تصب في أن هناك أقوام من شعوب البحر الأبيض هاجروا أو غزوا أو وصلوا الى الأطراف الشرقية للقارة الأمريكية، وينتقل المؤلف من الأدلة التاريخية إلى الأدلة المادية في التماثيل والصور والكتابة، المتشابهة بين الحروف شكل الحروف بالدرجة التي تؤكد أن منبعها واحد ( ويقدم المؤلف مقارنة الكتابات المصرية والليبية القديمة وبين حروف الماك وهي لغة إحدى حضارات أمريكا الجنوبية) فالكتابة أول من ابتدعها وقدمها الفينيقيون للعالم ونقلوها أيضا إلى عالم أمريكا المجهول.
ويذكر المؤلف حادث اكتشاف تمثال في المكسيك يلبس طاقية مشابهة تماما للطاقية التي كان يلبسها العبيد المعتقون في قوانين الإغريق القدماء، ويقول المؤلف عن الواقعة " كان التشابه واضحا بين الطاقية الأمريكية القديمة والإغريقية الرومانية، مما جعل أشد المناوئين للنظرية مشدوهين حيال ذلك".
ويقدم المؤلف ملفا كاملا لصور تماثيل متشابهة في الفكرة والنقش أيضا بين تماثيل من صنع قبائل الأمريكتين، وبين تماثيل إغريقية وفرعونية وآشورية، مما يؤكد أن هناك تلاحماً وتزاوراً بين هاتين الحضارتين.
ولا يتوقف سيل الأدلة من هذا الكاتب، فهو يقدم أيضا أدلة من طقوس العبادة المتشابهة ومن الزراعة المتشابهة بين دول البحر الأبيض وبين سكان القارتين الأمريكتين القدامى، فيلاحظ أن شجرة الأرز هي شجرة تقدس عند الفينيقيين والفراعنة أيضا ويحترمونها، ويجعلون خشب القبور منها لأنها الشجرة المباركة، ويجد الباحث أن نفس الأفكار توجد عند قبائل أمريكا الجنوبية، والمكسيك، وهنا يتساءل هل هذا مجرد صدفة أم ان المعلم واحد.؟
أما الأدلة الزراعية الأخرى فهو يقول إن البطاطا الحلوة ليست من مزروعات أمريكا الجنوبية، ولا يمكن أن تكون حملتها الأمواج فهي ليست من النباتات المقاومة، وقد تمتع بها قبائل أمريكا الشمالية والجنوبية منذ نحو ألف عام قبل الميلاد فقط، ولم تكن معروفة قبل ذلك. وكذلك القطن المعروف فهو قطن هجين بين نوعين من القطن المحلي والقطن القادم من الشرق.
الكتاب مملوء بالمعلومات الدقيقة والموثقة توثيقا علميا، وقراءة هذا الكتاب تعطي القارئ ثقافة واسعة بتاريخ منطقة البحر الأبيض وتاريخ الحضارات القديمة في قارتي أمريكا.
وللكاتب ملاحظة جميلة فهو يقول إن هناك مكتشفون أوائل سبقوا كولومبس فبنوا تلك الحضارات ونشروا ثقافة المعرفة، وأما رحلات كولومبس فقد كان هدفها جمع الأموال وتخريب الحضارات وقتل الأبرياء، وهذا ما فعله الغزاة الأسبان والبرتغاليون عند اكتشافهم لهذه المناطق المجهولة لهم.
 
الفايكينغ شعوب إسكندينافيا

وصف الفايكنغ المحاربين والشعراء، وقد خرجوا من الشمال بحثا عن المجهول. أوروبا.. دفعهم التعطش إلى مزيد من الأراضي لركوب سفنهم الخشبية الطويلة والتوجه غربا عبر أمواج الأطلسي الغير معروفة بعد، وذلك قبل أن يتجرأ كريستوفر كولومبوس على ركوبها بخمسمائة عام. يعد المغامرون اليوم الكرة في رحلاتهم المستحيلة. ويعتقد الأكاديميون أن هناك احتمال بأن يكون كولومبوس على علم مسبق بأفعالهم.
نوحي كلمة فايكينغ بصورة عمالقة من محاربين أشاوس وبحارة لا يعرفون الخوف، قادرون على القيام بأعمال شجاعة ووحشية بلا حدود.
جاء الفايكينغ من البلدان الاسكندنافية التي تعرف اليوم بالنرويج والسويد والدنمارك، الجبال العارية التي تميز بلادهم جعلتهم منذ البداية شعوبا تتطلع إلى الخارج.
أخذوا في بدايات القرون الوسطى يدفعون مراكبهم إلى خارج الموانئ، يجوبون الأفق بحثا عن أراض غنية وموارد للتجارة، يدبون الرعب في قلوب الأوربيين الذين يقفون في طريقهم.
اجتاح الفايكينغ على مدار خمسمائة عام أرجاء أوروبا شرقا وجنوبا وغربا. أم الوجهة الغربية فقد أخذت النرويجيين خطوة بعد أخرى عبر الأطلسي، فقادتهم من الجزر البريطانية إلى ايسلندا وغرينلندا، وأخيرا إلى مكان غامض عرف باسم فينلندا في مكان ما من أمريكا.
يعرف العديد من طلاب المدارس أن سفن الفايكينغ الجريئة وصلت إلى العالم الجديد قبل فترة طويلة من رحلة كولومبوس التاريخية. ولكن السبل التي اتبعها الفايكينغ للقيام بهذه الرحلة بقيت في المجاهل حتى وقت قصير. ولكن هناك سؤال يطرح نفسه: هل حاول استعمار أمريكا؟ وكم انتقل من مهاراتهم في الملاحة إلى أوروبا في العصور الوسطى؟


(رحلات الفايكينغ)
كلما أبحرت في هذه السفن الصغيرة نسبيا والمفتوحة، كلما زاد احترامي تجاه هذه الشعوب. كانوا شجعان جدا، ولا بد أنهم ملاحون بالغي الذكاء والفطنة في بناء السفن والإبحار. لا شك أنهم كانوا يمتازون بحسن التنظيم،، أعني أنهم كانوا مدهشين.
ريغنير ثورسيث هو مغامر من النرويج، يعرف طريقة الفايكينغ في الملاحة ولكن عن قرب شديد. فقد كرس ثورسيت نفسه طوال السنوات العشر الماضية لبناء نماذج عن سفن الفايكينغ، والإبحار بها من حول العالم.
حاولنا أن نتعلم أكبر قدر ممكن عن السفينة من حيث الملاحة والسرعة، إلى جانب التعرف على سبل قيادتها كي نفهم أكثر حول قدرة الفايكينغ على عبور شمال الأطلسي ليس مرة واحدة فحسب، بل وبشكل دائم قبل ألف عام.
لا شك أن آثار الزوارق من الآفاق الجديدة في عالم الماضي. وقد حاول رينغير أثناء عمله مع أكاديميين من متحف سفن الفايكينغ في النرويج والدنمارك، حاول أن يبقى وفيا لتعاليم بنائي السفن القدامى قد الإمكان.
انفرد بناءو السفن الاسكندنافيين باتباع تقنية الصلصلة. غالبية سفن اليوم تعتمد على الألواح الثقيلة كهذه، أما سفن الفايكينغ فكانت شبيهة بهذه، أي أنها كانت مسمرة معا. يتم أولا بناء السفن بالألواح الثقيلة وبعد ذلك تضاف إليها الروافد، أما التقاليد المتبعة الأخرى فهي في غالبيتها تفعل عكس ذلك.
يتألف أسطول ريغنير ثورسيث من نسخا لسفن ثلاث: الغايا، وهي أكبر سفينة فايكينغ تم العثور عليها، والتي شيدت عام ثمانمائة وخمسين ميلاديا، وذلك كسفينة للرحلات من المحتمل أن تكون لأحد الملوك. أوسبيرغ هي نسخة عن يخت ملكي يعود إلى عام ثمانمائة ميلاديا، وهي أكثر سفن الفايكينغ أناقة. شيدت النسخة الأصلية للمياه المحمية، أي أنها لم تخصص للأمواج العاتية. سفينة ساغا سيغلار هي الأكثر قدرة على مواجهة العواصف بين السفن الثلاث، وهي سفينة تجارية للفايكينغ شيدت في القرن الحادي عشر.
إذا قررت عبور شمال الأطلسي من جديد قد أختار ساغا سيغلار، أو كنور. أما إذا أردت الخوض في مباريات كأس أمريكا فسأخوضها بسفينة غايا، فهي جميلة وسريعة وغاية في الأناقة.
لقصة توسع الفايكينغ صلة مباشرة بطبيعة الأراضي التي أقاموا فيها، والظروف التي دفعتهم إلى الخارج.
وقفت أوروبا عاجزة عن مواجهة الفايكينغ الوثنيين، من حملة السيوف والفؤوس، ليستعملونها بمهارة عالية دون أن يوفروا المدنيين من النساء والأطفال من هجماتهم. وقد وصلوا جنوبا حتى إسبانيا، وربما خاضوا أيضا في مياه الأبيض المتوسط. وفي القرن التاسع، بلغوا من القوة أن نهبوا لندن وحاصروا باريس.
استقر الفايكينغ في أجزاء من ايرلندا وشمال إنجلترا، وسيطروا على مدينة يورك.
أعتقد أننا ثورنا أفكار الناس حول الفايكينغ في يورك. اعتقد الناس أن الفايكينغ كانوا يأتون لتدمير المدينة، ولكنا نشاهد صورة تؤكد أنهم جاءوا وحقنوا حياة جديدة في المكان. كما عززوها بالشوارع والممتلكات والكنائس والمباني، التي يمكن أن تراها حتى اليوم، إذ أن خطوط الممتلكات ما زالت قائمة منذ ألف عام رغم أن جذورها تعود إلى عصر الفايكينغ. أي أن هؤلاء جاءوا إلى يورك بقصد التجارة والتبادل، وقد منحوا يورك حياة اقتصادية جديدة.
انطلقوا من هنا نحو الغرب، نحو جزر فاروي، وايسلندا، وغرينلندا. وهكذا اكتسبوا الخبرة في البحر.
ريغنير ثورسيث: لا شك أنهم كانوا قادرون على تحديد خط العرض الذي هم فيه، والذي سيتبعونه. لا شك أنهم اعتمدوا على بوصلة شمسية، تساعدهم في تحديد خط العرض. نعلم أيضا أنهم كانوا على دراية بالكواكب والنجوم، وقد اعتمدوا مثلا على الدب الأكبر الذي أسموه بالنجم الأول، أي أنهم كانوا دائما يعرفون وجهة الشمال. أضف إلى أنهم كانوا في فترات الصحو يعتمدون على الشمس والقمر والكواكب الأخرى. أعتقد أن المشكلة كانت تكمن في أيام الغيوم التي عجزوا فيها عن رؤية السماء، ما تسبب لهم بالضياع. ولكن هذا عامل جيد أيضا على اعتبار أن أول من تمكن من رؤية غرينلندا، كان شخص ضائع، كما تؤكد التقاليد أن أول من شاهد فينلندا أو أمريكا كان في طريقه من النرويج إلى غرينلندا، وقد ضاع بسبب العواصف.
تعتمد مصادر المعلومات المتوفرة عن رحلات الغرب، على ملحمتين، تتحدث كل منهما عن قبيلة إريك الأحمر المستأثرة، وتوردان قصة اكتشاف سببها العنف والمنفى. نفي والد إريك من النرويج بتهمة ذبح أحد الرجال، فأخذ عائلته إلى أيسلندا. ثم نفي إريك نفسه من ايسلندا بعد عدة معارك وأعمال قتل، فانطلق عام تسعمائة وستة وثمانون، ليستقر في جزيرة غرينلندا. وأخيرا نمت هناك مستوطنة تضم آلاف الأشخاص، ممن شاركوا بالتجارة مع أوروبا لعدة قرون.
كانت غرينلندا بلدا غنيا يحتوي على ثروات كثيرة رغبت أوروبا بها في العصور الوسطى. كجلد الفظ الذي كان يستعمل لصنع حبال السفن، وأنياب الكركدن التي كانوا في أوروبا العصور الوسطى يعتقدون أنها من وحيد القرن الأسطوري، لهذا كانت له قدسية مميزة. أما الطلب الرئيسي فكان على العاج. الذي يستخرج من أنياب الفظ، وهو حيوان يعيش في أقاصي شامال غرينلندا، وهو العملة الرئيسية التي كانت غرينلندا تدفع فيها الجزية لأوروبا.
استمر الفايكينغ في التطلع غربا عبر الأطلسي، تقول ملحمة غرينلندا أن بجارني هيرجولفسون قد خرج عن مساره أثناء التوجه إلى غرينلندا، فشاهد أمريكا الشمالية، عام تسعمائة وستة وثمانون. لم يذهب إلى الشاطئ، ولكنه حمل أنباء القارة الجديدة إلى غرينلندا.
عام ألف ميلادي، قرر ابن إريك الأحمر، لايف، قرر الخروج بحثا عن أراضي الغرب الغامضة، ليرى إن كانت صالحة للاستعمار.
تقول الملحمة أن حملة لايف توقفت أولا في أراض قاحلة تغطيها الكتل الجليدية والجبال. أطلق لايف على هذا المكان لقب، هيلولاند، أو أرض الصخور المسطحة. يعتقد الأكاديميون أن هذه هي جزيرة بافين.
ثم تابع الإبحار جنوبا حتى وصل إلى شواطئ رمال بيضاء ناعمة تغطيها الأشجار الكثيفة، فأطلق عليها لقب ماركلاند، أو أرض الغابة. من المحتمل أن تكون لابرادور.
وبعد ذلك وصل إلى يابسة ثلثة أطلق عليها لقب فينلاند، وهي الأرض التي يدور الجدال من حولها الآن. فلا أحد يعرف أين تقع فينلاند إلا أنها تقع في مكان ما جنوبي لبرادور.
ناقش الأكاديميون حقيقة الملاحم وموقع فينلاند لعدة سنوات. بما في ذلك معنى كلمة فينلاند.
سفيرير توماسون: تحدث باللغة النرويجية فقال: لدي شيئا أقوله لكم. لقد وجدت النبيذ والعنب.
منح لايف إريك اسم فينلاند إلى الأرض كما ورد في الملحمة، وذلك لما فيها من نوعية تربة جيدة كما قال. هذا ما يثير الجدال بين الأكاديميين في هذه الأيام لأن البعض يريد أن يتأكد مما إذا كانت التسمية تعني حسب لفظها أرض النبيذ أو أرض العنب. ولكنهم في عصر لايف إيريك ما كانوا يعرفون العنب أو النبيذ، بل كانوا في اللغة النرويجية القديمة يعرفون كلمة بلفظ آخر بدون شدة على فينلاند لتصبح أرض المراعي. ولا شك أن اهتما المستكشف النرويجي كان يركز في تلك الفترة أولا على البحث عن أرض تصلح للمراعي. كانوا يعيشون مع القطعان التي كانت تنتقل معهم في السفن أثناء حملاتهم الاستكشافية، لهذا كانوا يهتمون أولا بالعثور على مكان ترعى فيها القطعان.
سعى النرويجي للاستقرار في مناطق تستوعب نمط تقاليده الثقافية القديمة. أعني أنهم وجدوا في نيوفونلاند ما يعتادون عليه. كصيد أسود البحر والغزلان وما شابه ذلك. أضف إلى أنهم كانوا يضطرون للتوقف أحيانا دون الإبحار لمدة طويلة. لقد عشت في البراري لسنوات طويلة في الجزء الشمالي، حيث الإعداد للشتاء يعتبر مسألة حياة أو موت. عليهم أن يشيدوا المنازل ويصطادوا الحيوانات والأسماك إعدادا للشتاء.
وأخيرا تم العثور هنا، في شمال نيوفونلاند، على الأدلة الدامغة. أمضى عالمي الآثار النرويجيين هيلغا وآن ستين إنغستاد حوالي عشرة أعوام في الإبحار صعودا وهبوطا عبر شواطئ شمال أمريكا، بحثا عن أثر للفايكينغ. عام واحد وستون، وصلوا إلى لانس أوميدوس.
الدكتور إنغستاد هو مستكشف نرويجي، ولكن زوجته آن ستينا اختصت بالآثار، وقد جاءا إلى لانس أوميدوس صدفة، حيث تعرفوا إلى الناطق باسم السكان المحليين هنا، السيد جورج ديكير. سأل الدكتور إنغستاد السيد ديكير إن كان هناك شيء غير اعتيادي كالروابي أو الحفر أو غيرها، فأجابه ديكير بأن هناك مخيم هندي سابق في منطقة بلاك دارك بروك.
فوجدنا المكان هناك. وقد تبين أنه أكبر مما توقعنا. ولكن تبين بوضوح أنها كانت بقايا لمنازل قديمة.
ولكني لم أعرف بداية من بنى هذه المنازل ربما كانوا هنودا أو قبائل الإسكيمو، أو حتى حملات الصيادين ممن يطاردون الحيتان. ولكن هناك احتمال بأن يكونوا من النرويج.
يمكن لأعمال الحفر وحدها أن تكشف الحقيقة. ولكني كنت على ثقة كبيرة من تجاربي في غرينلاند والجانب الغربي من النوريج، بأن هذا هو المكان الذي يحب فيه النرويجي بناء منزله.
تأكد الآن بأن الفايكينغ قد وصلوا إلى شمال القارة الأمريكية قبل خمسمائة عام من وصول كريستوفر كولومبوس إلى هناك، وذلك عبر آثار لانس أو ميدوس. ولكن كيف لاكتشاف هائل كهذا أن يتلاشى من الذاكرة، لدرجة أنه حين قرر كولومبوس الإبحار بعيدا عن حدود العالم القديم، كانت المسألة قد غابت كليا من مخيلة المستكشف الأوروبي؟ ولكن من المحتمل ألا يكون هذا ما حدث فعلا.
عام ألف وتسعمائة وسبعة وخمسون، حصلت جامعة يالي على خريطة تعود إلى عام ألف وأربعمائة. وقد ظهرت في أقصى شمال الخريطة، جزيرة فينلاند. بعد أربعمائة عام من حملة لايف، وقبل خمسين عاما من رحلة كولومبوس، تثبت الخريطة، إن تأكدت صحتها بأن حقيقة عبور الأطلسي كانت حية بعد في رؤوس الأوروبيين.
يتعلق جزء من الجدال القائم حول خريطة فينلاند بمصداقيتها. تقول بعض المصادر أن الخريطة جاءت فعلا من مكتبة اسبانية، وتحديدا من مكتبة عائلية، كانت تحاول تجنب منع السلطات الاسبانية لتصديق الأثريات.
الواقع هو أن الخريطة طرحة مسألة جدلية فضل بعض الأكاديميون الرد عليها ببساطة قائلين أنها مزيفة. ولكن التحليل الدقيق للخريطة يكشف أن الحبر فيها يحتوي على أكسيد التيتان، وهو مركب كيميائي تم التوصل إليه في القرن العشرين.
ولكني أستطيع إثبات احتمال نقل أكسيد التيتان إلى الحبر في الفترة الحالية، وذلك ضمن عملية مصادفة أثناء التنظيف. في أواسط الخمسينات، كانت أنسجة الورق في بعض المصانع تحتوي لبضع سنوات على أكسيد التيتان التجاري الذي يطابق تماما المادة التي عثر عليها في الخريطة.
ومع ذلك هناك أسباب أخرى تؤكد احتمال مصداقية الخريطة. ففي أعلى الجانب الأيسر من الخريطة كتبت رسالة سرية مشفرة طويلة.
جيمس إنترلاين: اكتشاف الرسالة المشفرة في خريطة فينلاند، تؤكد أن شخصا ما قد تعرض لعدد كبير من المشاكل، لإضافة هذه الرسالة المشفرة في الخريطة. لا يمكن لشخص أن يخفي رسالة مشفرة في خريطة، إلا إذا كان يبذل جهدا كبيرا للقيام بعمل بالغ القسوة. كما أن تغيير مجرد كلمة واحدة في الخريطة يمكن أن يدمر صيغة الرسالة المشفرة بكاملها. لا يمكن أن أتخيل مزورا يبذل جهدا كبيرا بوضع رسالتين مشفرتين في خريطتين منفصلتين، وذلك لصعوبة الأمر.
إذا صدقت صحة الخريطة فعلا، فهي تثبت بأن الفايكينغ لم يفقدوا شيئا من مهارة الملاحة لديهم في السنوات التي سبقت لحظة الحسم في رحلة كولومبوس.
لا شك أن كولومبوس كان على علم بالفايكينغ ورحلتهم إلى شمال أمريكا، تذكر أن كولومبوس قد ولد بعد أقل من خمسين عاما من مغادرة آخر سفينة للفايكينغ من النرويج إلى غرينلاند. كما نعرف بأن كولومبوس كان في شبابه بحارا في بريستول، التي كانت تضم مرفأ هاما تنطلق منه عدة سفن إلى أسلاندا وغرينلندا. أي أن رحلة الفايكينغ كانت تقليدا حيا، بحيث يقول البعض من علماء وغيرهم أن كولومبوس سافر إلى أيسلندا. أي أنه كان يعلم بوجود أراض شاسعة على الجانب الآخر من المحيط.
أبنا غرينلندا هم الذين اكتشفوا أو أبحروا إلى أميريكا. وكان غرينلندا حينها مستعمرة من قبل أيسلندا، وعندما نفكر بأن أمريكا قد اكتشفت من قبل الأوروبيين، لا بد من التأكيد على أن أبناء غرينلندا أبحروا من هذه الجزيرة إلى أمريكا.
لا نتحدث عن كريستوفر كولومبوس في هذا البلد.
كان الهنود هناك قبل آلاف السنين من وصول كولومبوس والفايكينغ. ولكن هؤلاء كانوا أول الأوروبيين في الوصول إلى أمريكا الشمالية، ولكنهم بقوا هناك لفترة قصيرة. أما كولومبوس فقد فتح أمريكا للأوروبيين.
من السهل جدا في هذه الأيام أن ننسى الحجم الحقيقي لإنجازات الفايكينغ، والتقليل من أهمية التحديات الطبيعية الكبرى التي واجهتهم. ولكن لا يمكن لريغنير ثورسيث أن ينسى ذلك. في أيار مايو من عام اثنين وتسعين، تعرض على متن السفينة التجارية ساغا سيغلار، إلى جانب اليخت الملكي الأنيق أوزيبيرغ، لمواجهة عاصفة عنيفة على شواطئ إسبانيا. وقد حالفه الحظ أكثر من الفايكينغ، فنجى مع فريقه ليتحدث عما جرى، وليعاود بناء سفن الفايكينغ ويبحر بها من جديد.
لا شك أ،هم كانوا من الرجال الشجعان والأشداء. يطلقون العنان لسفنهم المفتوحة خارج مياه اسكندنافيا متجهين إلى بحار مجهولة وأراض بالغة القسوة. كانوا أهلا بالملاحم الأدبية التي كتبوا فيها بأنفسهم صفحات بطولية من عصر الاكتشافات في أوروبا، تاركين سؤالا محيرا: هل سنعرف يوما حقيقة ما يدين به كولومبوس إلى أجداده الفايكينغ؟
 
المجاهد الشهيد الأميرال الأندلسي خشخاش بن سعيد القرطبي

تشير بعض المراجع التاريخية إلى أن قائد البحرية الأندلسية قاهر القراصنة والفايكنج الأميرال خشخاش بن سعيد القرطبي أبحر إلى جزر البحر الكاريبي عام 889 ميلادية ثم وصل بعده الملاح ابن فروخ الأندلسي إلى جزيرة جامايكا عام 999 ميلادية.

وبحسب تلك المراجع فإن كولومبوس حين وصل إلى ميناء بالوس في كوبا عام 1492 ميلادية (500 عام بعد الأميرال خشخاش بن سعيد القرطبي) لم يجرؤ على النزول في تلك المنطقة عندما شاهد قبة مسجد بالقرب من الشاطئ فحول اتجاهه إلى جزيرة صغيرة، وقد كان يظن نفسه متجها إلى الهند في طريق التفافي لا يسيطر عليه العرب والمسلمون.

 
لقد كان للهنود الأميركيين ثقافة مزدهرة مفعمة بالمعاني الإنسانية الراسخة، وكان وصول الأوروبيين بداية لانحسارهم بل وانقراضهم. علما بأن العرب المسلمين (كما يؤكد الدكتور يوسف مروة اللبناني الكندي وأستاذ الفيزياء وتاريخ العلوم استنادا إلى مراجع ودراسات وأدلة كثيرة) قد وصلوا إلى أميركا قبل كولومبوس بخمسمائة سنة، فقد وصل الملاح خشخاش بن سعيد القرطبي إلى جزر البحر الكاريبي عام 889 م ثم وصل بعده الملاح بن فروخ الأندلسي إلى جزيرة جامايكا عام 999 م.

وعندما وصل كولومبوس إلى ميناء بالوس في كوبا عام 1492 لم يجرؤ على النزول في تلك المنطقة عندما شاهد قبة مسجد بالقرب من الشاطئ فحول اتجاهه إلى جزيرة صغيرة، وقد كان يظن نفسه متجها إلى الهند في طريق التفافي لا يسيطر عليه العرب والمسلمون.
وكولومبوس نفسه كان عام 1467 بحارا مغمورا في سفينة عربية أبحرت على سواحل أفريقية ثم وصلت البرازيل دون أن يعرف أنه وصل إلى قارة جديدة، وعندما أبحر بعد ذلك بربع قرن بتمويل وتشجيع من الملكة إيزابيلا ملكة إسبانيا كان ثلث بحارته من العرب ويعتمد على خرائط وأدوات عربية، أما أول من وصل إلى القارة الأميركية فهو الملاح الفينيقي ماتو عشتروت عام 508 ق.م ثم الملاح القرطاجي روتان عام 504 ق.م.

وتدل الآثار المتبقية والدراسات على اندماج وتأثر واضح لسكان أميركا بالعرب دون أن تطمسهم الحضارة العربية أو تفنيهم.

لقد كان عدد السكان "الهنود" في أميركا عام 1492 أكثر من خمسين مليونا وهم اليوم أربعون مليونا، وكان سكان أوروبا أيضا 54 مليونا ويقترب الأوروبيون اليوم من الألف مليون أو يزيدون!!.

 
محاضرة للأستاذ الدكتورعلي بن المنتصر الكتاني رحمه الله

الموضوع حقيقة في غاية الأهمية، وشيق جدا، وأنا ابتدأت في التعرف عليه منذ كنت مقيما في أميركا. وبصفة عامة؛ فالتاريخ – كما يقول الأميركان أنفسهم – هو قصة المنتصرين: "History is a story of the rankers"، معناها: أنه عندما نسمع باكتشاف أميركا من طرف كريستوف كولومب، لولا أن بعد اكتشاف أميركا أصبح الأوروبيون بصفة عامة هم المهيمنين على العالم؛ لكانت قصة اكتشاف أميركا من طرف الأوروبيين خرافة بديهة. لأنه لم يكتشفها كريستوف كولومب، بل كانت معروفة من لدن كثير من الشعوب، خاصة الشعوب الإسلامية.

سأقسم حديثي عن الوجود الإسلامي في أمريكا قبل كريستوف كولومب إلى منطقتين اثنتين:


فالأولى: من المغرب والأندلس.

الثانية: علاقة الدولة العثمانية وإفريقيا مع أميركا .

 
المنطقة الأولى: المغرب والأندلس

أولا؛ القرائن والآثار الموجودة الآن في هذا الوقت، الكلمات، والآثار اللغوية: ففي لغة الهنود الحمر هناك كلمات عربية وأمازيغية بكثرة، ولا يمكن أن تكون موجودة إلا بسبب وجود عربي أو أمازيغي قديم هناك، القرائن التاريخية التي جاءت في الكتب القديمة – العربية وغير العربية – والآثار الموجودة إلى الآن رغم المجهود الكبير الذي عمل عليه الإسبان، بعد كريستوف كولومب لمسح أي أثر للإسلام أو الوجود الإسلامي في القارة الأميريكية، وذلك طبعا لتحريف التاريخ.

العرب قديما كانوا يسمون المحيط الأطلسي بحر الظلمات. إذا نظرنا إلى القرائن الأركيويوجية (الأثرية)، نجد أنه اكتشفت كتابات كوفية في أميريكا الجنوبية بالعربية، فمن أوصلها إلى هناك؟. واكتشفوا في عدة أماكن كنوزا تحوي عملات ذهبية رومانية وأخرى إسلامية. وفي العادة إذا اكتشف كنز في محل ما فإن تاريخ ضرب العملة الذي فيه يعتبر تاريخ وصول الكنز إلى المحل المذكور، وذلك طبيعي في البحث العلمي. وآخر عملة اكتشفوها كانت للقرن الثامن الميلادي، أي أن ثمة باخرة إسلامية وصلت في القرن الثامن الميلادي إلى ذلك المحل وتركت ذهبها هناك.

دعنا نقارن ما ذكرناه - وما وهو إلا غيض من فيض أمثلة أخرى كثيرة - بما جاء في بعض أمهات الكتب العربية. مثلا: أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي؛ ذكر في كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" المكتوب عام 956 ميلادية، أن أحد المغامرين من قرطبة اسمه الخشخاش بن سعيد بن الأسود، عبر بحر الظلمات مع جماعة من أصحابه إلى أن وصل إلى الأرض وراء بحر الظلمات، ورجع سنة 889م، ربما من قرأ هذا الكلام في زمنه اعتبر المؤلف مخرفا، وهنا عندي قطعة من كلام المسعودي ربما أترجمها لكم لاحقا، وهو كلام متعلق بمغامرة الخشخاش.

وقال الخشخاش لما عاد من رحلته بأنه وجد أناسا في الأرض التي وصلها، ووصفهم، بل لما رسم المسعودي خريطة للعالم، رسم بعد بحر الظلمات أرضا سماها: الأرض المجهولة. فيكون رسم أرضا هناك ولم يدّع أنه ليس بعد بحر الظلمات أي أرض، كما كان يدعيه الأوروبيون في خرائطهم وكتبهم.

أي إنه في القرن التاسع الميلادي كان المسلمون يعرفون أن ثمة أرضا وراء بحر الظلمات، وليست هي الهند كما ادعاه كريستوف كولومب، والذي ذهب إلى تلك الأرض وعاد وعاش ومات، وهو يظن أنه إنما ذهب إلى الهند، لم يظن قط أنه اكتشف أرضا جديدة. ولذلك فإلى يومنا هذا بكل جهل يسمي الأوروبيون أمريكا بالهند الغربية "L’Inde Occidental. West India".

وثمة وثيقة تاريخية أخرى عندنا في التاريخ العربي؛ وهي قصة ذكرها عمر بن القوطية، وهي حديثه عن رحلة ابن فروخ الأندلسي عام 999م، ومما يظهر من كلامه: أن ابن فروخ لم يصل إلى أمريكا، غير أنه زار جزر كناريا "Canaries"، في المحيط الأطلسي، وقطع منها إلى جزر أخرى في المحيط الأطلسي، ووصف أهالي كناريا ثم عاد إلى الأندلس.

وثمة قصة مفصلة أكثر من جميع ما ذكرت، وربما يعرفها جميعنا، وهي قصة الشريف الإدريسي الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي بين 1099-1180م، والذي كان من سبتة، شريفا حمّوديا إدريسيا، وكان هو العالم الجغرافي الذي اصطفاه "روجر"، الملك النورماندي لصقلية، الذي كان يعد من الملوك الصقليين المتفتحين تجاه الإسلام، ولم يضطهد المسلمين عندما احتل النورمانديون صقلية وأخذوها من أيديهم.

ففي كتابه "الممالك والمسالك" جاء بقصة الشباب المغرورين؛ وهم: جماعة خرجوا ببواخر من إشبونة "Lisbon"، وكانت في يد المسلمين وقتها، وقطع هؤلاء المغامرون بحر الظلمات، ورجع بعضهم، وذكروا قصتهم وأنهم وصلوا إلى أرض وصفوها ووصفوا ملوكها. والغريب في الأمر أنهم ذكروا أنهم وجدوا أناسا يتكلمون بالعربية هناك.

وإذا كان أناس يتكلمون بالعربية هناك فهذا دليل على أن أناسا كثيرين وصلوا قبلهم إلى هناك، حتى تعلم أهلها العربية ليكونوا ترجمانا بينهم وبين الملوك المحليين، وعلى أنه كان هناك وجود إسلامي في ذلك التاريخ على تلك الأرض. الوصف الذي أعطاه هؤلاء المغامرون يظهر أنه وصف للجزر الكارابية، كوبا أو إسبانيولا، أو غيرهما من جزر البحر.

وهناك أمثلة أخرى في اللغة وغيرها. فأعطي في اللغة أمثلة كذلك: فالأوروبيون رسموا خريطة لأمريكا، ومنها خريطة لفلوريدا، وذلك عام 1564م، ذكروا فيها مدنا ذات أسماء توجد في الأندلس والمغرب. ولكي تكون أسماء عربية هناك، فبالضروري كانت هجرة عربية قبل المائة أو المائتي عام على الأقل. مثلا: في الخارطة هناك مدينة ميارقة، وواضح أنها تحريف لميورقة، وهي جزيرة من الجزر الشرقية المسماة الآن بالبليار، ومدينة اسمها كاديكا، وهي تحريف لقادس الواقعة جنوب الأندلس. وأخرى اسمها "مارّاكو" تساوي: مراكش...إلخ.

دوقة مدينة سيدونيا، بناء على وثائقها كتبت كتابا في غاية الأهمية على إثر تشجيع مني، حيث إنني في دراساتي عن الموريسكيين اكتشفت شيئا غريبا جدا، ما هو؟.

اكتشفت بأنه عام 1644م، قامت مؤامرة في الأندلس لتحريرها من إسبانيا، وإعادة الدولة الإسلامية فيها، دخلت في هذه المؤامرة فئات أربع:

أولا: ملك البرتغال، وذلك أول استقلالها الذي كانت أضاعته من قبل بعد هزيمتها في معركة واد المخازن، وانضمت إلى إسبانيا، وفي عام 1644م، أعادت استقلالها.

ثانيا: شخصية من ولاية المرية اسمه "طاهر الحر"، لم تعط الوثائق اسمه النصراني، وهو ينسب نفسه إلى بيت بني الأحمر. ثار هو وجماعة معه.

ثالثا: موريسكيو الرباط، في الوثائق المغربية يظنون بأنهم أرادوا التعاون مع النصارى، غير أنهم في الحقيقة أرادوا تحرير الأندلس، حيث كان المقرر أن يدخلوا مصب الوادي الكبير ببواخر ويحتلوا إشبيلية.

رابعها: وهذا هو الشاهد عندنا: دوق مدينة سيدونيا، والذي كان الحاكم باسم ملك إسبانيا على منطقة الأندلس. فكيف دوق مدينة سيدونيا الذي يمثل السلطة النصرانية (المسيحية) على الأندلس يقوم بمؤامرة من أجل تحرير الأندلس؟. لم أفهم ذلك!!!.

فلما التقيت الدوقة الحالية لمدينة سيدونيا استدعتني في شاطوها (قصرها) قرب مدينة سان لوقا دو باراميدا، قرب مصب الوادي الكبير، فقلت لها: "ما سبب ذلك؟!". وإذا بجوابها كان أغرب مما كنت أتوقع، حيث أجابتني: "بديهي؛ لأن أصلنا – عائلة دوق مدينة سيدونيا – مسلمون، بل أكثر من ذلك أننا كنا مسلمين سرا". وقالت لي: "تعال أريك في قصرنا؛ كنت أدق حائطا وعندما أسقطته وجدت أسفله مسجدا داخل القصر"، وفعلا صليت – أنا المحاضر – في ذلك المسجد داخل القصر. فإذن؛ هذا الدوق - رحمه الله - قام بمجهود كبير لتحرير الأندلس.

والأهمية في دوقة مدينة سيدونيا؛ أن عندها مكتبة فاخرة مليئة بالوثائق منذ ثلاثمائة وأربعمائة وخمسمائة عام، من ضمنها وثائق مسلمي أميركا الجنوبية!، والبرهان على الوجود الإسلامي في أميريكا قبل أربعمائة عام من كريستوف كولومب. وأخبرتني أنها خائفة من أنها إذا ماتت – وهي تبلغ حوالي سبعين عاما – من أن تسرق وثائقها وتعدم، لأنها تقول بأنه: "لا ثقة في نصارى إسبانيا إلى يومنا هذا"، وهي تقول بأنه: "إلى يومنا هذا يعدمون الوثائق التاريخية المضادة لخرافاتهم التاريخية التي يحبون إقناع الناس بها".

قلت لها: "اكتبي كتابا وضعي هذه الوثائق فيه"، فكان ذلك السبب الأساس لكتابتها هذا الكتاب، فهذا الكتاب الذي سمته: "من إفريقيا إلى أميركا"، كتاب وثائقي رائع، موثق بالوثائق التي عندهم في مكتبة دوق مدينة سيدونيا، هذا الكتاب صدر في هذا الشهر (نهاية سنة 2000)، ومن الضروري أن يترجم للعربية، وإلى لغات أخرى، حيث هو مكتوب باللغة الإسبانية.

ومن المسائل المهمة التي لا نعرفها معاشر المغاربة، أن ياسين والد عبد الله بن ياسين – مؤسس دولة المرابطين – قطع المحيط الأطلسي وذهب إلى المناطق شمال البرازيل، وغينيا، ونشر فيها الإسلام. ذهب إلى هناك مع جماعات من أتباعه، وأسس منطقة كبيرة كانت تابعة للدولة المرابطية. أي: إن الدولة المرابطية لم تكن في شمال إفريقيا والأندلس والبرتغال فحسب، وإنما كانت أيضا فيما يسمى الآن شمال البرازيل وغينيا، وهذا موثق بالوثائق التي تملكها الدوقة المذكورة.

وفعلا، وإلى يومنا هذا؛ هناك مدن وقرى في تلك المناطق اسمها: فاس، مراكش، تلمسان، سلا...وقد كنت أظن أن تلك الأسماء جاءت مع الرحالة الإسبان، غير أنها قالت لي: "لا؛ بل كانت قبل مجيء الإسبان، إنما كانت مع وجود المسلمين قبل أربعمائة عام من كريستوف كولومب".

إذا؛ بصفة عامة وبتلخيص شديد: العلاقات بين المغرب والأندلس، وما يسمى اليوم بأميريكا كانت متواصلة، وحسب معظم العلماء؛ فالآن – سواء من الطرف الإسباني أو من الطرف الأميركي – فإنهم يعتقدون أن قبل كريستوف كولومب كان الإسلام منتشرا في شمال أمريكا وفي جنوبها، وأن أول عمل قام به كونكيسادور "Conquistador" – الإسبان النصارى – هو متابعة هجومهم على الإسلام الذي كان في الأندلس، بالقضاء على الإسلام والقضاء على الوثائق التي تبرهن أي وجود إسلامي في تلك القارة.

ورغم هذا المجهود الكبير لم يستطيعوا القضاء على كل شيء.

 
المنطقة الثانية : علاقة الدولة العثمانية وإفريقيا مع أميركا


الآن نرى علاقة الدولة العثمانية مع أميركا قبل كريستوف كولومب، وسأكمل بذكر علاقات الممالك الإسلامية في إفريقيا الغربية مع أمريكا قبل كريستوف كولومب.

عام 1929م، اكتشفت خريطة للمحيط الأطلسي رسمها بيري محيي الدين رايس، الذي كان رئيس البحرية العثمانية في وقته، وذلك سنة 919 هـ/ أي: حوالي: 1510-1515م، الخريطة الموجودة الآن: الغريب فيها أنها تعطي خريطة شواطيء أمريكا بتفصيل متناه غير معروف في ذلك الوقت بالتأكيد، بل ليس الشواطيء فقط، بل أتى بأنهار وأماكن لم يكتشفها الأوروبيون إلا أعوام: 1540-1560م، فهذا يعني – وكما ذكر بيري رايس – بأن هذه الخريطة مبنية على حوالي تسعين خريطة له وللبحارين الأندلسيين والمغاربة الذين قدموا قبله، فسواء هو أو المسلمون قبله سيكونون عرفوا قطعا تلك المناطق، وعرفوا اسمها قبل الأوروبيين.

ومن ضمن المسائل في هذه الخريطة التي تدل على تقدمهم على الأوروبيين بكثير في معرفتهم بالقارة الأمريكية: أنهم أظهروا جزرا في المحيط الأطلسي لم يكن يعرفها الأوروبيون، بما فيها: جزر الرأس الأخضر "Cap Verde"، وماديرا، وجزر الأزور، وبما فيهم جزر كناريا بالتفصيل، التي كنا نسميها "جزر الخالدات". والغريب في الأمر أنه أظهر بالتفصيل جبال الأنتس التي هي جبال تشيلي غرب قارة جنوب أميركا، التي لم يصلها الأوروبيون إلا عام 1527م، وأظهر أنهارا في كولومبيا، ونهر الأمازون بالتفصيل، ومصبه الذيْن لم يكونا معروفين عند الأوروبيين ولا موجودين في خرائطهم. وأظهر نهر الأمازون بالتفصيل، بحيث رسم في مصب النهر المذكور بوضوح جزيرة يسمونها الآن "ماراجو"، وهي الآن موجودة في الخريطة الحالية التي ما وصلها الأوروبيون إلا آخر القرن السادس عشر.

من بعد ذلك هناك خريطة للحاج أحمد العثماني عام 1559م، وهي تدل كذلك على معرفة واضحة بالقارة الأميركية متفوقة على معرفة الأوروبيين. والحقيقة أن الرعب الكبير الذي كان للأوروبيين في القرن السادس عشر أن تحتل الدولة العثمانية أمريكا وتطردهم منها كان هاجسهم، ونذكر أنه في القرن السادس عشر كان الوجود الإسلامي ما يزال في إسبانيا، كان الموريسكيون مضطهدين محاربين، بيد أنهم كانوا ما يزالون مقاومين.

أما الأفارقة؛ فكما قلت لكم: أظهر تول هايير داليدا عام 1969م، بالرحلة التي قام بها من مدينة آسفي المغربية إلى البحر الكاريبي أنه بالإمكان أن يكون قدماء المصريين قد أبحروا إلى أمريكا. لماذا؟. لأنهم وجدوا تشابها كبيرا بين حضارة الأزتك والحضارة المصرية.

وفعلا؛ يظهر أن أول من قطع البحر من مسلمي إفريقيا الغربية كانوا من مملكة مالي، لأن شهاب الدين العمري قال في كتاب "مسالك الأبصار وممالك الأمصار" بأن سلطان مالي من سموسة (كلمة غير واضحة) لما ذهب للحج عام 1327م، ذهب يوزع الذهب في طريقه لحد أن ثمن الذهب رخص في مصر بسبب ما وزعه من الذهب، وأخبر بأن سلفه أنشأ مائتي سفينة وقطع المحيط الأطلسي نحو الضفة الأخرى وأنابه عليه في حكم مالي ولم يعد قط. وبذلك بقي هو في الملك.

ووُجدت كتابات في البيرو والبرازيل وجنوب الولايات المتحدة تدل على الوجود الإفريقي من كتابات إما بالحروف الإفريقية بلغة الماندينك؛ وهي لغة لشعب كله مسلم الآن، يسمونهم: "الفلان"، أو بحروف كوفية عربية. وكذلك تركت اللغة المانديكية آثارا لها في الهنود الحمر إلى يومنا هذا.

والحقيقة؛ انتشر المانديك من البحر الكاريبي إلى شمال وجنوب الأمريكتين، وهناك قبائل هندية إلى يومنا هذا مازالت تكتب بحروف لغة الماندينك.

هل طمس الإسبان جميع الوجود الإسلامي والوجود المانديكي وآثارهم ولم يبق من ذلك شيء؟!، هذا كثير، ولا يمكن. فإذا رجعنا إلى كتابات المكتشفين الأوروبيين الأوائل بمن فيهم كريستوف كولومب؛ نجد بأنهم ذكروا الوجود الإسلامي في أميريكا.

فمثلا؛ في كتاب كتبه ليون فيرنيل عام 1920م، وكان أستاذا في جامعة هارفرد، اسم الكتاب "إفريقيا واكتشاف أمريكا"، "Africa and the discovery of America"، يقول فيه: "إن كريستوف كولومب كان واعيا الوعي الكامل بالوجود الإسلامي في أمريكا"، وركز في براهينه على براهين زراعية ولغوية وثقافية، وقال بأن المانديك بصفة خاصة انتشروا في وسط وشمال أمريكا، وتزاوجوا مع قبيلتين من قبائل الهنود الحمر، وهما: "إيروكوا" و"الكونكير" في شمال أمريكا، وانتشروا - كما ذكر - في البحر الكاريبي جنوب أمريكا، وشمالا حتى وصلوا إلى جهات كندا.

بل وذكر كريستوف كولومب نفسه بأنه وجد أفارقة في أمريكا. وكان يظن بأنهم من السكان الأصليين، ولكن لا يوجد سكان أصليون جنوز في أمريكا. فمن أين أتوا؟!.

"جيم كوفين" كاتب فرنسي ذكر في كتابه "بربر أمريكا"، "Les Berberes d’Amerique"، بأنه كانت تسكن في أمريكا قبيلة اسمها "المامي"، "Almami"، وهي كلمة معروفة في إفريقيا الغربية معناها: "الإمام"، وهي تقال عن زعماء المسلمين، وذكر بأن أكثريتهم كانت في الهندوراس في أمريكا الوسطى، وذلك قبل كريستوف كولومب.

كذلك في كتاب "التاريخ القديم لاحتلال المكسيك"، "Historia Antigua de la conquesta de Mexico"، لمانويل إيروسكو إيبيرا، قال: "كانت أمريكا الوسطى والبرازيل بصفة خاصة، مستعمرات لشعوب سود جاؤوا من إفريقيا وانتشروا في أمريكا الوسطى والجنوبية والشمالية".

كما اكتشف الراهب فرانسسكو كارسيس، عام 1775م قبيلة من السود مختلطة مع الهنود الحمر في نيوميكسيكو في الولايات المتحدة الأمريكية "المكسيك الجديدة"، واكتشف تماثيل تظهر في الخريطة المرفقة تدل دلالة كاملة بأنها للسود. وبما أنه لا يوجد في أمريكا سود، إذًا كانوا قادمين من إفريقيا.

وزيادة على كل ما ذكر، هناك آثار للوجود الإفريقي الإسلامي في أمريكا، في شيئين هامين: تجارة الذهب الإفريقي، وتجارة القطن، قبل كولومبوس. ومعروف أن التجارة مع المغرب وإفريقيا كانت كلها على الذهب عبر الصحراء. وسيدي مولاي أحمد الذهبي السعدي – والذي لا يعجبني كثيرا – قطع الصحراء إلى تومبوكتو لضرب دولة إسلامية مسكينة كي ينهب ذهبها ويسكت طلبات المغاربة الذين كانوا يطالبونه بتحرير الموريسكيين في الأندلس.

من السهل معرفة الذهب الإفريقي في أي مكان كان، لأنه يرتكز على التحليل التالي: لكل 32قسمة من الذهب يوجد 18 من الذهب، و6 من الفضة، و8 أقسام نحاس، وهذه التركيبة من الذهب تدل على أن أصله إفريقي، وخاصة منذ القرن الثالث عشر. وجد هذا الذهب عند الهنود الحمر بأمريكا.

ولكن هناك قرائن أكثر من القرائن المبنية على الذهب؛ هناك قرائن لغوية، وقرائن شهود عيان.
القرائن اللغوية: أن الكلمات التي تطلق باللغة العربية، أو اللغات الإفريقية على النقود، هي شبيهة بالكلمات التي تستعمل من طرف قبائل الهنود الحمر، وهذه الكلمات لا يمكن أن تكون جاءت عن طريق الغزوين الإسباني أو الأوروبي.

فمثلا: بالعربية: غنى، وغنية، وغنيمة. أصبحت بلغة الهنود الحمر: "غواني" "Guani"، معناها: الذهب. كلمة كنقود، ونقية، ونحاس، أصبحت بلغتهم: "نيكاي"، بمعنى: حلي من ذهب. كلمة "التبر"، صارت: "توب"، أي: الذهب. وكذلك لقبا للملك من ملوكهم. أي: أن هذه الكلمات العربية لا يمكن أن تصل إليهم لولا وجود عربي هناك.

تجارة القطن مهمة كذلك؛ لأنه لم يكن قطن في أمريكا، بل جاء من إفريقيا الغربية، وتعجب كولومب نفسه في كتاباته حيث قال: "إن الهنود الحمر يلبسون لباسا قطنيا شبيها باللباس الذي تلبسه النساء الغرناطيات المسلمات". وابنه أكد ذلك الكلام كذلك.

والغريب في الأمر – وهو ما سأفصله من بعد إن شاء الله – أن قبيلة موجودة الآن في أمريكا الوسطى اسمها: "كاليفونا" “Galifona” في غواتيمالا، يسمونهم: "الهنود الحمر السود"، لأنهم هنود حمر غير أنهم سود الألوان، وهم من بقايا المسلمين الماندينكا الذين كانوا هناك، وكثير من عاداتهم لا زالت عادات إسلامية إلى الآن. سأتكلم عن هذا عند حديثي عن بقايا هذه الشعوب، ماذا فُعل بها، وكيف كان مصيرها؟.

وقال "مييرا موس" في مقال في جريدة اسمها: "ديلي كلاريون"، "Daily Clarion"، في "بيليز"، وهي إحدى الجمهوريات الصغيرة الموجودة في أميريكا الوسطى، بتاريخ عام 1946م: "عندما اكتشف كريستوف كولومب الهند الغربية، أي: البحر الكاريبي، عام 1493م، وجد جنسا من البشر أبيض اللون، خشن الشعر، اسمهم: "الكاريب"، كانوا مزارعين، وصيادين في البحر، وكانوا شعبا موحدا ومسالما، يكرهون التعدي والعنف، وكان دينهم: الإسلام، ولغتهم: العربية!". هكذا قال.

نحن في المدرسة لا يعلموننا هذا الشيء، يقولون: "كان الكاريب وانقرضوا". لم ينقرضوا؛ بل أفنوهم!!. أفنوهم!. وإلى هذا اليوم تسمى تلك الجزر بالكاريبي، في البحر الكاريبي، سميت عليهم.

والذين بقوا – وذلك لمخالطتهم للهنود الحمر – هم: "الكاليفونا"، وقد بقوا إلى يومنا هذا في أمريكا الوسطى، ولا شك أن أصولهم إسلامية، لأن الكثير من العادات الإسلامية لا زالت فيهم.
أين هي هذه الشعوب الآن؟.

كثير من الشباب المسلم أنشأ علاقات مع الكاليفونا، وكثير منهم رجع إلى الإسلام، وأصبحت مساجد كثيرة تظهر في تلك الشواطيء بين هؤلاء الكاليفونا.

أما هؤلاء الميلونجونس، والذين هم مهاجرون من البرتغال في أوائل القرن السادس عشر؛ فقد هربوا من محاكم التفتيش إلى البرازيل، فلما جاء البرتغاليون واحتلوا البرازيل؛ تابعتهم محاكم التفتيش، فركبوا البواخر وهربوا إلى أمريكا الشمالية، قبل أن يصلها الإنجليز، واختلطوا مع قبائل الهنود الحمر. غير أن الإنجليز لما عادوا عاملوهم معاملة الهنود الحمر، قتلا وإبادة، فهربوا إلى جبال الأبالاش. واحد منهم اسمه: "بروند كينيدي"، "Brand Kennedy"، أخذ تمويلا من جامعة فرجينيا الغربية "West Virginia"، لدراسة أصول هؤلاء القبائل، ومن أين أتوا، لأنه واحد منهم.

وبدءا من دراسة عاداتهم؛ اكتشف بأن أصولهم - كما ذكرت - من المسلمين الأندلسيين. والغريب في الأمر أن التاريخ مخيف، فأي شعب يُضطهد إلا وينتقم لنفسه بطريقة من الطرق:

أحد زعماء الولايات المتحدة، الذي هو سليل هذا الشعب، هو "أبراهام لينكولن"، انظر إلى صورته وصورة أفراد الميلونجونز كيف يشبههم، وبذلك يظهر بأن الجذور في تحرير السود هي كأنه يحرر نفسه، فانتقم بتلك الطريقة من النصارى البيض.

وهذا الذي أهداني هذا الكتاب نفسه، والذي هو أستاذ في جامعة طورنطو”Toronto”، أصله كذلك: من جهة ينتمي للميلونجونس، ومن الجهة الأخرى للزنوج.

وخلاصة الأمر التي أردت أن أقولها بعد هذا التقديم الذي إنما أردت منه أن أفتح شهيتكم الفكرية: أن هذا المجال – ومع الأسف الشديد – نحن المغاربة نعاني من خصاص تجاهه، بالرغم من أننا نحن المعنيين بالأمر، وبهذه الحركة، تجاه أميركا الجنوبية، نعاني من نقص كبير في جامعاتنا، كيف نبحث في تراثنا عن هذا الشيء؟. ضروري أنه عندنا وثائق في هذا الشأن، وبالطبع لن يسموها بأمريكا، لأنه لم يكن ذلك الوقت شيء اسمه "أمريكا"، كان لها اسم آخر بلا شك، ما هو بالضبط؟. لا ندري. لكن كان من الممكن أن نبحث في وثائقنا لنعرف هذه العلاقة التي كانت تربطنا بأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية قبل كريستوف كولومب.

والموضوع الثاني: أنه بصفة عامة، وخاصة ما يخص التاريخ، يجب أن نعتمد على أنفسنا لمعرفة جذورنا. أنا أذكر أنه عندما كنت صغيرا كانوا يعلمونني في المدرسة الفرنسية بأن العرب ليس لهم تاريخ، وذلك ليحطمونا، لأن الشعب الذي لا تاريخ له لا هوية له، شعب فاقد لذكراه التاريخية. ولولا أن الوالد رحمه الله كان ينبهني بأن تاريخنا كذا وكذا، وكان لأمتنا من المفاخر كذا وكذا، لكبرت وعندي مركبات نقص فظيعة.

وإحدى الأسلحة القوية للشعوب المتغطرسة التي تريد أن تمحو وجود الشعوب المستضعفة الأخرى: هي تحريف التاريخ. ولذلك فإنه من العار علينا أن نعتمد في اكتشاف تاريخنا، أو تاريخ الإسلام، أو تاريخ المغاربة، أو غيره...على الوثائق الغربية، وإن كنا نحمد الله على بقاء آثار إسلامية في الغرب مثل ما عند دوقة مدينة سيدونيا، والتي أخرجت وثائقها وبرهنت على الوجود الإسلامي أربعمائة وخمسمائة عام في أمريكا الجنوبية قبل كريستوف كولومب. أو يأتي واحد مثل "براند كينيدي"، ليثبت بأن شعبا كاملا من أمريكا الشمالية ذو أصول إسلامية.

وبهذا أريد أن أوصي توصية واحدة؛ وهي: أنه واجب علينا أن نربط علاقات مع هؤلاء الناس، ونحيي الأبحاث في هذا المجال. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الوجود الإسلامي في الأمريكتين
قبل كريستوف كولومبوس

Pre Columbian Muslims in the Americas



بقلم الدكتور: يوسف مروة
ترجمه للعربية: الشريف محمد حمزة الكتاني



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه

المقدمة


الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس

تشير براهين عدة إلى أن المسلمين قدموا من إسبانيا وغرب إفريقيا إلى الأمريكتين خمسة قرون على الأقل قبل كريستوف كولومبوس، وقد سجل التاريخ – مثلا- أن في منتصف القرن العشرين – الميلادي – في زمن الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث ( 929 – 961م)
أبحر مسلمون من أصول إفريقية من الميناء الإسباني ديلبا (بالوس) إلى (بحر الظلمات والضباب)(1). ثم رجعوا بعد غيبة طويلة بغنائم كثيرة من أرض غريبة وبعيدة.
وكذلك سجل التاريخ أن مجموعة من الناس ذوي الأصول الإسلامية صاحبوا كولومبوس ومجموعة من المستكشفين الإسبان إلى العالم الجديد، وقد كان آخر معقل للمسلمين في إسبانيا (غرناطة) التي سقطت عام (1492م) قبل فترة قليلة من صدور الاستكشافية الإسبانية، حيث مجموعة من غير النصارى هربوا من الضيق الملقى عليهم، ومنهم من أظهر الاعتناق بالنصرانية من أجل ذلك.
توجد وثيقتان اثنتان على الأقل تثبتان الوجود الإسلامي في أمريكا الإسبانية قبل عام (1550م) لأجل القرار الذي كان عام (1539م) من قبل كارلوس الخامس ملك إسبانيا، الذي أرغم أبناء المسلمين الذين أعدموا حرقا على الذهاب إلى أراضي إنديز الغربية (West Indies)، هذا القرار صودق عليه عام (1543م) وبذلك تم ترحيل جميع المسلمين من السواحل الإسبانية.



 
أ - الوثائق التاريخية:

1- المؤرخ والجغرافي المسلم أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي (871 – 957م) كتب في كتابه "مروج الذهب ومعدن الجواهر" أن في حكم الخليفة المسلم لإسبانيا عبد الله بن محمد ( 888 – 912م) أبحر ملاح مسلم قرطبي اسمه الخشخاش بن الأسود من دلبا (بالوس) في عام (889م) واجتاز المحيط الأطلسي الى أن بلغ أرضا مجهولة وعاد بكنوز غالية ثمينة. وفي خريطة المسعودي هناك أرض كبيرة في بحر الظلمات و الضباب أشار لها بأنها: الأرض المجهولة.(1)
2- المؤرخ المسلم أبو بكر بن عمر القوطية، ذكر أنه أثناء مملكة الخليفة المسلم لإسبانيا هشام الثاني (976 – 1009م) أبحر رحالة مسلم آخر هو أبو فروخ الغرناطي، من قادس في فبراير عام 999م إلى المحيط الأطلسي حتى نزل بـ: غاندو Gando (من جزر كناري الكبرى) ثم أتم إبحاره غربا إلى أن رأى وسمى جزيرتين هما كابراريا ((Capraria وبلويتانا (Pluitana) ثم عاد إلى إسبانيا في مايو من عام (999م)..(2)
-3كولومبس أبحر من بالوس Palos (بديلبا)، بإسبانيا ووصل إلى غميرة (Gomera) من الجزر الكناري، وغميرة هي بالعربية تصغير للغمر وجمعها: الأغمار، وهم القوم الذين يهوون المشاكل والفتن.
هناك وقع كلومبوس في غرام مع بترز بوباديللا. Petriz Bobadella بنت القائد العام للجزيرة.
الإسم العائلي بوباديلاه جاء من الإسم العربي الإسلامي: أبو عبد الله.
آخر من رجالات بيت بوباديلاه هو (فرنسيسكو) وهو مندوب الملك، ربط كولومبوس في الأغلال وأرسله من سانتو دومينكو رجوعا إلى إسبانيا في نوفمبر عام (1500م).
وقد كانت لعائلة بوباديللا علاقة بالأسرة الحاكمة (العبادية) التي كانت في إشبيلية (1031- 1091م).
وفي الثاني عشر من أكتوبر عام (1492م) نزل كلومبوس في جزيرة صغيرة في الباهماس، كان اسمها غوان هاني (Guana Hani)، بمساعدة السكان الأصليين لتلك المنطقة، ثم غير اسمها إلى سان سالفادور (San Salvador).
لفظة (غوانا هاني) أتت من الماندينكا (Mandinka)، وهي مكونة من الألفاظ العربية (غوانا) إخوانا، أي: إخوان. وهاني: اسم عربي، فاسم البلدة كان ( إخوان هانيء).(11)
وقد كتب فيرديناندو كولومبوس - ابن كريستوف كولومبوس - عن السود الذين رآهم والده في الهندوراس قائلا:
"الناس الذي يعيشون أقصى شرق نقطة كافيناس (Pointe Cavinas)، كما أهل كاب غراسيوس أديوس (Cape Gracios adios) سود كليا. وفي نفس الوقت في هذه المنطقة تعيش قبيلة مسلمة من السكان الأصليين تسمى المامي (Al Mamy)".
وفي لغة الماندينكا واللغة العربية ( Al Mamay) فيها استقاء من لفظة الإمام أو الإمامُ (Al IMAMU) قائد المصلين، أو أحيانا زعيم الطائفة أو الأمة، بل أحيانا تطلق على فرد من الطائفة الإمامية الشيعية.(12).
4- ذكر المؤرخ واللغوي الأمريكي المشهور ليو وينر (Leo Weiner) من جامعة هارفارد، في كتابه "إفريقيا واكتشاف أمريكا" الذي طبع عام 1920 (Africa and the Discover of America) أن كلومبوس كان على علم بوجود أقوام الماندينكا في العالم الجديد، وأن مسلمي غرب إفريقيا كانوا منتشرين في منطقة الكارايبي، في وسط وجنوب وشمال الأراضي الأمريكية، بما في ذلك كندا، حيث كانوا يتاجرون بل ويتزاوجون مع أقوام الإيروكويس (Iroquois) والألكونكوين (Algonquin) الهنديين.(13).
 
ب - الاستكشافات الجغرافية:

1- ذكر الجغرافي و الخرائطي المسلم المشهور الشريف الإدريسي ( 1099- 1166 م) في كتاب المشهور: "نزهة المشتاق في اختراق الأفاق" أن مجموعة من الملاحين من شمال إفريقيا أبحروا نحو بحر الظلمات والضباب من لشبونة (البرتغال) ليستكشفوا ماذا يحتوي وما هي حدوده، حيث وصلوا إلى جزيرة في عمق البحر بها أناس وحضارة، وفي اليوم الرابع جاءهم مترجم خاطبهم باللغة العربية (3).
2- أشارت المراجع الإسلامية بوثائق ومعلومات تفصيلية عن الرحلة التي قام بها الشيخ زين الدين علي بن فضل المزندراني، عبر بحر الظلمات والضباب، تلك الرحلة التي ابتدأت من طرفاية (جنوب المغرب) أثناء مملكة السلطان أبي يعقوب يوسف (1286 – 1307م ) سادس الأسر المرينية الحاكمة، إلى جزيرة خضراء في البحر الكارايبي أثناء عام 1291 (690 هجرية) وتفاصيل رحلته مذكورة في المراجع الإسلامية، وكثير من العلماء المسلمين على علم بهذه الأحداث التاريخية المدونة عن هذه الرحلة. (4).
3- المؤرخ المسلم شهاب الدين أبو العباس أحمد بن فضل العمري (1300-1384 م / 700-786هجرية) تقصى بالتفصيل في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" الرحلات الاستكشافية الجغرافية في بحر الظلمات والضباب التي قام بها ملوك مالي.(5).
4- السلطان مانسوكا نكان موسى (1312-1337م) كان أشهر ملوك الماندينكا المعروف عالميا، التابع لإمبراطورية مالي الإسلامية، عندما سافر إلى مكة في حجه الشهير عام 1324م، أخبر علماء حوزة سلطان المماليك البحرية الناصر، ناصر الذين محمد الثالث (1309 –1940م) في القاهرة، أن أخاه السلطان أبا البكاري الأور (1285 –1312م) أرسل حملتين إلى المحيط الأطلسي. وعندما لم يرجع السلطان الى تمبكتو في رحلته الثانية عام (1311م)، أصبح أخوه مانسو موسى سلطان الإمبراطورية بعده.(6).
5- كولوبوس والاستكشافيون الاسبانيون والبرتغاليون الأوائل لم يستطيعوا عبور المحيط الأطلسي إلى عمق (2400 كلم) إلا بمساعدة والاعتماد على معلومات الجغرافيين والملاحين المسلمين، وعن طريق عدة خرائط لهم، من ضمنها خريطة المسعودي (875 –957م) المضمنة في كتابه "أخبار الزمان"، الذي جمعت مادته من آسيا وإفريقيا.(9)
وكذلك فإن كولومبوس كان له قبطانان ذوا أصل مسلم في رحتله الأولى عبر المحيط الأطلسي:
- مارتن ألونسو بنزون Martin Alonso Pinzon كان قائد البحرية بينتا (PINTA).
- وأخوه فايسينتي يانز بنزون Vicente Yanez Pinzon الذي كان قائد البحرية نينا (NINA).
وقد كانا غنيين خبيرين أتيا بمجهزي السفن الذين ساعدوا على تنظيم استكشافية كولومبوس، وجهزا بارجته المسماة القديسة ماريا ( SANTA MARIA)، وقد ساعداه على نفقتهما الخاصة لأسبابهما التجارية والسياسية.
و عائلة البنزون (Pinzon) كانت لها علاقة بأبي زيان محمد الثالث ( 1362 – 1366م) ملك الدولة المرينية في المغرب ( 1196-1465).
 
ج – النقوش والزخارف العربية (الإسلامية) :

1- الإنتروبولوجيون وجدوا أن الماندينكيين طبقا لتعليمات مانسا موسا (Mansa Musa) اكتشفوا عدة مناطق في شمال أمريكا على طريق المسيسيبي وأنهار أخرى، وعلى الزوايا الأربع من (أريزونا) كتابات تدل كذلك على أنهم أحضرو فيلة من إفريقيا إلى تلك الناحية.(7).
2- ذكر كلومبوس في أوراقه أن في الإثنين 21 من أكتوبر لعام (1492م) عندما كانت سفينة مبحرة قريبا من جيبارا (Gibara) الساحل الشمالي الشرقي لكوبا، رأى مسجدا على قمة جبل جميل.
وأطلال المساجد والمآذن مع كتابات من القرآن الكريم وجدت في كوبا والمكسيك والتكساس ونيفادا (8).
3- أثناء رحلة كولومبوس الثانية الثانية أخبره هنود إسبانولا (هايتي) ESPANOLA، أن أناسا "سودا" جاؤوا الى الجزيرة، قبل وصوله، ولإثبات ذلك أحضروا له رماحا لهؤلاء المسلمين السود.
تلك الرماح كانت رؤوسها مغطاة بمعدن أصفر كان يسميه الهنود الحمر (غواني) Guanin، وهي كلمة أتت من غرب إفريقيا تعني: الذهب المخلوط بمعادن أخرى، بل الأغرب أن لها علاقة بالكلمة العربية (غناء) الذي يعني كثرة المال و غزارته.
بعد ذلك أحضر كولومبوس عينة من "الغوانين" إلى إسبانيا، ففحصت ووجد أنها احتوت على 18 جزءا من الذهب (56,25%) وستة أجزاء من الفضة (18,75%) وثمانية أجزاء من النحاس (%15)، وهي نفس النسبة التي توجد في المعادن الإفريقية في غينيا(14).
4- في عام (1498م) أثناء رحلة كلومبوس الثالثة إلى العالم الجديد، نزل في ترينيداد (Trinidad)، ثم حل بقارة أمريكا الشمالية، حيث ذهبت ثلة من جماعته المسلحة عبر الساحل، ورأت نساء بلديات يلبسن أغطية للرأس ملونة ومنسوجة بالقطن المتناسق. وقد أشار كلوبوس الى أن تلك الأغطية تشبه في ألوانها أغطية الرأس والمأزر التي يرتديها الغينيون. بل كذلك في طريقة لباسها وأغراضها. وقد أسماها المايزرات(AMAYZARS)، والميزار المأزر كلمة عربية تشير إلى التنانير والأغطية والفساتين التي كان يلبسها المورو(Moros) (وهم مسلوا إسبانيا وشمال إفريقيا).. وقد جاءت من غرب إفريقيا (غينيا) إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال.
أثناء هذه الرحلة اندهش كولومبوس عندما رآى البلديات المتزوجات يلبسن (سراويل قطنية قصيرة) البراكاس (Bragas) واستغرب من أين تعلمن ذلك اللباس.
الفاتح الإسباني هرنان كورتس (Hernan Cortes)، وصف لباس المرأة الهندية بأنه (مثل الحجاب الطويل، ولباس الرجل الهندي تشبه المئزر، مصبوغة على هيئة الألبسة المورية (المغربية) ( الفضفاضة).
وقد وصف فردينادز كولومبوس الكساءات البلدية القطنية بقول: "بنطلونات واسعة على نفس هيئة ولباس الشالات الذي ترتديه النساء في غرناطة".
حتى الشبه كان خارقا بين أرجوحات الأطفال الشبكية هناك بتلكم في شمال إفريقيا.(15).
5- ساق الدكتور باري فيل (Barry Fell) في جامعة هارفرد في كتابه "القصة الأمريكية" 1980(Saga America) ، براهين علمية تدعم الوصول الإسلامي إلى أمريكا قرونا قبل كريستوف كولومبوس في شمال وغرب إفريقيا.
حيث اكتشف الدكتور فيل وجود مدارس إسلامية في فالي أف فاير (Valley of Fire)، وألان سبرينغز (Allan Springs)، ولوغومارسينو(Logomarsino)، وكيهول (Keyhole)، وكانيون (Canyon)، وواشو (Washoe) وهيكيسون سوميت باس (Hickison Summit Pass) في نيفادا (Nevada) ، وميسا فردي (Mesa verde)، في كولورادو (Colorado)، وميمبرز فالي (Mimbers Vallez)في المكسيك الجديدة (NewMexico)، وتيبير كانو(Tipper Canoe) في ولاية إنديانا (Indiana) ترجع الى تاريخ (700 –800) للميلاد وجد منقوشا في الصخور في الغرب الحار الجاف لأمريكا نصوصا ورسومات بيانية وخرائط تمثل أطلالا من مجموعة مدارس ابتدائية ودراسات عليا، ولغة النقوش كانت اللغة العربية لشمال إفريقيا منقوشة بالخط الكوفي القديم.
وقد تضمنت العلوم المنقوشة: الكتابة والقراءة والحساب، والدين والتاريخ والجغرافيا، والرياضيات والفلك وعلم الملاحة.
وأصول الزوار المسلمين في شمال أمريكا كانت: الإيروكويس Iroquois، والألغونكين Algonquin والأناسازيون Anasazi، والهو هوكام Hohokam ، وكذلك ذوو الأصول الأولميكية .(16) (Olmec)
6- هناك 565 إسم لمناطق (قرى ومدن وجبال وأنهار وبحار). في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد (484)، وفي كندا (81)، وكلها ذوات أصول إسلامية وعربية.
هذه الأسماء كانت سميت أصلا من لدى البلدين قبل وصول كولومبوس، وبعض هذه الأسماء لها معان مقدسة، مثل : مكة(Macca) (وبها 720 من السكان في ولاية إنديانا، وقبيلة مكة الهندية Makka Indian tribe) في ولاية واشنطن. والمدينة (Medina) بها 2100 من السكان في ولاية إداهو، والمدينة كذلك بها 8500 من السكان في ولاية نيويورك.
والمدينة بها 1100 من السكان، وحازن (Hazen) بها 500 آلاف من السكان في نورث داكوتا (North Dakota).
والمدينة أيضا وبها 17000 من السكان، والمدينة أخرى بها 120000 من السكان في آهيو(Ohèo).
والمدينة أيضا بها 1100 من السكان في تينيسي (Tonnesse) ، والمدينة بها 26000 من السكان في ولاية تكساس (Texas)، والمدينة بها 1200 من السكان في أونتاريو (Ontario)، وماحومت (Mahomet) بها 3200 من السكان في إلينوتس (ILLINOTS) ومنى (Mona) بها ألف من السكان في أوتاه ( UTAH). وأرفا بها 700 من السكان في أونتاريو (Ontario) ... إلخ.
وهناك دراسات متخصصة في أسماء القرى الهندية –الأمريكية- العتيقة أظهرت أسماء عديدة لها جذور وأصول عربية وإسلامية.
مثلا أناسازي (Anasazi)، أباتشي (Apache)، أراواك (Arawak)، حوحوكام (Hohokam)، حوبا (Hopa)، حبي (Hopi)، ملة (Makkah)، محيقان (Mohigan)، محوق (Mhouk)، نازكا (Nazca)، زولو (Zulu)، زوني (Zuni)، أريكانا (Arikana)، شافين (Chavin)، شيلوركي (Chelorkee)، كري (Cree)...إلخ.
واعتمادا على ما ذكرته في المعلومات التاريخية والجغرافية واللغوية، فإني أدعو إلى الاحتفال بالذكرى الألفية الأولى لدخول المسلمين إلى الأمريكيتين، خمسة قرون قبل كولومبوس، أدعو جميع الدول وكذلك الأقليات الإسلامية حول العالم، ونتمنى أن يجد هذا النداء فهما تاما وإدراكا كافيا، ويجذب دعما كاف منهم.
 
خريطة بيري رئيس.. تبين اكتشاف المسلمين لأمريكا

المسلمون أول من اكتشف القارة الامريكية قبل كولمبوس


piri_map.jpg

جزء من خريطة بري ريس القبطان العثماني

الكثيرون لا يعرفون شيئا عن خريطة "بيري رئيس" التي رسمها أحد البحارة المسلمين في القرن السادس عشر للعالم، وكانت شديدة الدقة حتى ادعى بعضهم أنها من رسم كائنات فضائية.
وقد كتب العديد من الكتب بشأن الخريطة الأهم في مجموعة خرائطه، وهي تلك التي رسمها لشواطئ المحيط الأطلسي تحديدا. والتي عثر عليها عام 1929م من السيد خليل أدهم مدير المتاحف في إستانبول. وقام المستشرقP.Kahle والعالم الجغرافي E.Oerhumer بتقديمها وتعريفها للأوساط العلمية في العالم. والخريطة ملونة ومرسومة بعناية على جلد غزال من "بيري رئيس" في غاليبولي عام 1513م. وكان قد قدمها في مصر هدية للسلطان "ياوز سليم" عام 1517م وهي بأبعاد 61x67سم، ومقياسها هو (1: 11600000) تقريبا.

وله خريطة أخرى بأبعاد 68x69 م حول شواطئ المحيط الأطلسي وجزر الآزور وشواطئ أمريكا الوسطى. فمن هو بيري رئيس؟ وما قصة خرائطه تلك؟ من هو بيري رئيس؟ اسمه الأصلي "بيري محيي الدين".
بحار وجغرافي وأميرال تركي مشهور (1465- 1554م) نشأ في كنف عمه القائد البحري العثماني المشهور "كمال رئيس". اشترك في شبابه مع عمه في نجدة مسلمي الأندلس، حيث قاموا بإنقاذ مئات الآلاف من المسلمين -ومن اليهود كذلك- من المذابح هناك، حيث تم نقلهم إلى بلدان شمالي أفريقيا. اشترك في أعوام 1491- 1493م في الحملات البحرية على صقلية وساردينيا وكورسيكا. كما قاد المعارك البحرية على البنادقة (1499- 1502م). في عام 1513م قام برسم خريطة العالم مستفيدا من رحلاته العديدة في البحار. وقدمها هدية للسلطان العثماني "ياوز سليم". وفي عام 1521م أكمل كتابه المشهور "كتاب البحرية". عين عام 1547م قائدا بحريا في مصر التي كان قد تم فتحها من السلطان "ياوز سليم". وفي عام 1548م حارب الأسطول البرتغالي وأنقذ عدن من ظلمهم، ثم استعاد مسقط كذلك من يد البرتغاليين. ثم قام بمحاصرة قلعة مضيق هرمز، ولكنه لم يستطع الاستيلاء عليها. وبينما كان يحاول أمام مدينة البصرة إصلاح سفنه المتضررة من الحروب البحرية العديدة التي خاضها ضد البرتغاليين سمع باقتراب الأسطول البرتغالي. لم تكن سفنه في حالة تسمح له بخوض حرب ضد هذا الأسطول، لذا اضطر إلى الهرب مع 3 سفن صغيرة محملة بالكنوز التي استولى عليها من البرتغاليين، وكان ينوي إيصالها إلى مصر ومنها إلى السلطات العثمانية، لذا توجه بكل سرعته نحو السويس (1553م). ولكن والي البصرة الذي كان من أعدى أعدائه أرسل رسالة إلى السلطان يتهم فيها بيري رئيس بأنه هرب وترك سفنه من دون قيادة أو مسؤول، فأرسل السلطان العثماني فرمانا بإعدامه إلى والي مصر حيث أعدم فعلا (1553م).
مم تتكون الخريطة؟
تتألف الخريطة المشهورة والمعروفة باسم بيرى رئيس من خرائط عدة تشمل كل أجزاء العالم تقريبا، فهي بمثابة أطلس للخرائط، ولكن أهم خريطة ضمن هذه المجموعة من الخرائط هي خريطة الساحل الشرقي لقارة أمريكا؛ إذ تبين وجود تطابق مدهش بينها وبين الخرائط التي سجلتها وصورتها الأقمار الصناعية لهذا الساحل.
وقد أوقعت هذه الخريطة علماء الغرب في ورطة كبيرة؛ لأنها رُسمت قبل الاكتشاف المعروف لكولومبس بسنوات عديدة؛ لذا نراهم يتجنبون الاعتراف بكون هذه الخرائط مرسومة من بيري رئيس؛ لأنهم إن اعترفوا بهذا لكان معناه أن الأتراك كانوا يصولون ويجولون في السواحل الأمريكية قبل مولد كولومبس، وأنهم كانوا يبرحون في جميع المحيطات بين القطبين. وهذا الاعتراف يجرد الغرب من كثير من الاكتشافات الجغرافية التي يفخرون بها.
بيري رئيس.. هل جاء من الفضاء؟
الحل الوحيد الذي اكتشفوه هو القيام باختراع قصة خيالية تتعلق بزوار من الفضاء الخارجي وصلوا إلى الأرض بالأطباق الطائرة!!. تقول قصتهم الخيالية هذه إن هؤلاء الزوار أصحاب الأطباق الطائرة عندما هبطوا على الأرض رسموا أشكال الخرائط التي رأوها للدنيا وهم في الفضاء على أحجار الأرض، وبطريقة ما حصل "بيرى رئيس" على هذه الخرائط التي ما إن رأوها حتى هتف: أجل، هذه هي أمريكا!! ثم قام باستنساخها وبوضع أسماء تركية عليها، مدعيا أنه ذهب ورأى ورسم... إلخ. وتأييدا لهذه الكذبة وتأييدا لكتاب "عربة الآلهة" المملوء بالخرافات تم عرض بعض الأحجار المرسوم عليها بعض النقوش في المعارض.. ولكن ما إن أشار تلفزيون BBC الى أن هذه النقوش صُنعت من أناس محترفين وبإيعاز من بعض الجهات حتى رميت هذه الحجار في المزبلة إلى جانب الأدلة الزائفة لداروين. والظاهر أن هؤلاء لا يملكون أي نصيب من الحياد ومن الخلق العلمي.
أمريكا جزء من الممتلكات العثمانية
إن هذه الخرائط الثمينة التي رسمت بتسعة ألوان على جلود الغزلان تحتوي على بعض الملاحظات والكتابات التاريخية التي نعلم منها أن السواحل الشرقية لقارة أمريكا كانت مسجلة ضمن الممتلكات العثمانية تحت اسم "أنتيليا" منذ عام 1465م، أي قبل كولومبس بـ 27 عاما، وأن تشابه اسم جزر الأنتيل الحالية مع اسم أنتيليا يشير إلى أن هذا الاسم مأخوذ من اللغة المحلية لشعب هذه المنطقة آنذاك. ومعروف أن العثمانيين لم يكونوا يغيرون أسماء البلدان التي يفتحونها بل يبقون على هذه الأسماء؛ إذ لم يكن من عادتهم وضع أسماء الأشخاص أو الأفراد على هذه البلدان مثلما فعل المستعمرون الغربيون عندما وضعوا مثل هذه الأسماء مثل: كولومبيا، وفكتوريا، والفلبين... إلخ.
دلائل أخرى على اكتشاف المسلمين لأمريكا
من دراسة الملاحظات المكتوبة على هذه الخرائط عام 1928 ظهرت حقيقة تاريخية مهمة تم تأييدها من مصدر غربي كذلك، وهي أن كولومبس استعان بقبطان تركي كدليل عندما ذهب لاكتشاف أمريكا. وقد كشف متخصص أمريكي في خطوط الملاحة الأمريكية أن الاسم المستعار لهذا القبطان التركي كان "رودريكو". كانت تلك السنوات أحلك سنوات المذابح في الأندلس، وكان كل من لم يستطع إخفاء إسلامه يُذبح، لذا فإن بيرى رئيس مثله في ذلك مثل كولومبس لم يفش سر ذلك القبطان التركي، وأبقى على اسمه المستعار. وهذه المعلومات مستقاة من الملاحظات التي دونها بيري رئيس على الخريطة عام 1492م. كما تحتفظ الحكومة التركية في أرشيفها بالتقارير الثلاثة التي كتبها "رودريكو" حول الرحلات الثلاثة لكولومبس والتي أشترك فيها شخصيا.
ومع أن الحقائق واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فإن الأوربيين لا يبدون احتراما للحقائق، ولا نستطيع نحن الدفاع عن تراثنا أو صون هذا التراث.
لا شك أننا نقدر ونثمن سعي وزارة الثقافة التركية في تعقب آثارنا القديمة واسترجاعها، إلا أننا نرى أن ما هُرب إلى الخارج لا ينحصر في الآثار القديمة. ربما سنكون في المستقبل أقوياء إلى درجة نستطيع بها إرجاع كل ما سُرق منا.


 
عودة
أعلى