الحرس الإمبراطوري

إنضم
4 يونيو 2013
المشاركات
174
التفاعل
144 0 0
كان الحرس الإمبراطوري في روما واحد من الوحدات العسكرية الأكثر شهرة في العالم القديم. هؤلاء الجنود المختارين كانوا الأكثر شهرة ليس بوصفهم الحرس الشخصي الذين اقسموا اليمين لحماية الحاكم الروماني وحسب، ولكن لأنهم استخدموا أيضا كقوة المهمات الصعبة في خدمة الإمبراطورية. فقد قاتلوا إلى جانب الجحافل في الحملات العسكرية، وفي اخماد الانتفاضات، وقمع مثيري الشغب، وضبط الأمن في استعراضات المصارعين وسباقات المركبات. ومع تنامي نفوذهم، لعبوا أيضا دورا محوريا في المؤامرات التي ضربت الإمبراطورية.

هناك ثماني حقائق جديرة بأن يلقى الضوء عليها فيما يتعلق بالحرس الإمبراطوري الروماني ، سنتكلم عن بعضها اليوم.

1- نشأة الحرس تعود إلى عهد الجمهورية في روما.

كان الحرس الإمبراطوري لاعبا اساسيا في العصر الإمبراطوريفي روما. أصوله تعود إلى مجموعة من جنود النخبة كانت مهمتها أن تحمي الجنرالات خلال عهد الجمهورية الرومانية. ففي وقت مبكر من القرن الثاني قبل الميلاد، تم اختيار وحدات خاصة لقادة الظل الرومان المشهورين مثل مارك أنتوني، سكيبيو الإفريقي ووسيوس كورنيليوس سولا كلما غامروا في ساحات الحرب. يوليوس قيصر جند في وقت لاحق الفيلق العاشر كحراسة شخصية، ولكن الحرس الإمبراطوري كما نعرفه لم يظهر إلا بعد أن أصبح أوغسطس اول امبراطور لروما في عام 27 قبل الميلاد . وقد حوَّل الإمبراطور أوغسطس الحرس الإمبراطوري إلى جيش دائم، وقسّمه إلى تسع مجموعات (كتائب) بلغ عدد كل مجموعة ألف جندي. وكانت ثلاث كتائب تتمركز في روما، في حين كانت الكتائب الأخرى تتمركز في المدن المجاورة. وكان أفراد الحرس يحصلون على رواتب أعلى بكثير من رواتب باقي الجنود وكانوا يعسكرون في رومة وضواحيها لحماية الإمبراطور ولديهم قلعة خاصة بهم هي Castra Praetoria، وتقع على مشارف روما. أصبحت شبه أكاديمية عسكرية لتخريج كبار الضباط والقادة فيما بعد.

2- عملوا في إطفاء الحرائق

كانت الحرائق تهديدا مستمرا في روما القديمة، وعلى الرغم من أن الإمبراطورية كان لديها فرقة خاصة لمكافحة الحرائق تسمى "Vigiles،" فقد كان من الطبيعي أن يسارع الحرس الامبراطوري لتقديم يد المساعدة في حال وقوع حريق جامح بشكل خاص. ومن المعروف أن الفرقة فقدت العديد من أفرادها في حريق معبد فستا. وهناك من يعتقد أنهم على الأرجح شاركوا في إشعال الحرائق التي التهمت الجزء الأكبر من روما في عهد نيرون. بطبيعة الحال فإن وجود أعداد كبيرة من الحرس للمساعدة في مكافحة حرائق كان فعالا ، ولكن وجودهم كان يستخدم أيضا كعنصر دعائي في العلاقات العامة. ذلك أن الإمبراطور من خلال إيفاد حرسه الشخصي للمساعدة في الاغاثة من الكوارث، كان يظهر للمواطنين أنه يشعر بالقلق ويريد مساعدتهم. .

3- شاركوا في دورات الألعاب الرومانية

كان الحرس الإمبراطوري في كثير من الأحيان يستخدم في التعامل والسيطرة على الحشود في الألعاب الرومانية. كما أنهم في بعض الأحيان نزلوا الى الساحة وشاركوا في سفك الدماء. وهناك أدلة على أنهم شاركوا في مطاردة الوحوش لإظهار براعة قتالية. كذلك على أنهم لعبوا دورا سيئ السمعة في "naumachia"، أو ما يشبه مناورة معركة بحرية، استضافها الإمبراطور كلوديوس عام 52 م. كان هناك ما يقارب من 19000 من الرجال ونحو 100 قارب ودار الاشتباك في معركة بحرية وهمية على بحيرة Fucine. وكان معظم المشاركين من السجناء والعبيد،، أما الحرس البريتوري ( الإمبراطوري ) الذي كان مسلحا بالمقاليع والمنجانيق فقد حاصر المعركة من مراكبه لإحداث المزيد من الفوضى ومنع أي من المحكومين من الهرب.

4- لعبوا دورا كقوة شرطة سرية

عرف عن البريتوريين الانخراط في التجسس والترهيب والاعتقالات والقتل لحماية مصالح الإمبراطور الروماني. أما بالنسبة للعمليات السرية، فقد استخدم جناح خاص من القوات معروف باسم "speculatores." كانت هذه الوحدة سابقا فيلق الاستطلاع في ظل الجمهورية الرومانية، وفي عصر الإمبراطورية تحولت هذه الوحدة إلى ناقلي الوثائق وعملاء مخابرات في خدمة القيصر. وكان الSpeculatores وأعضاء آخرون في الحرس الإمبراطوري يعملون على التنكر كمواطنين عاديين في مسابقات المصارعة، والعروض المسرحية والاحتجاجات لرصد واعتقال أي شخص ينتقد الامبراطور. أيضا وضعوا إشارات على أعداء الدولة المشتبه بهم ، وفي بعض الحالات أعدموا سرا من اعتبروا بأنه يشكل تهديدا للإمبراطور أو سياساته.

art_custodes_marines.jpg


the-praetorian-guard.jpg
 
5-- لعب الحرس الإمبراطوري دورا في اغتيال العديد من الأباطرة

كلفت فرقة الحرس الإمبراطوري بحماية الإمبراطور الروماني، لكنها كانت أيضا أكبر تهديد لحياته. إذ تحولت هذه الوحدة إلى لاعب رئيسي في التجاذبات السياسية التي سادت الإمبراطورية، وكان أفرادها على استعداد لذبح وتثبيت الأباطرة الجدد مقابل وعود بالمال أو السلطة. فهم مهندسو اغتيال الإمبراطور كاليجولا واختيار كلوديوس خلفا له في 41 م. كما لعبوا من بين أمور أخرى دورا في اغتيال كومودوس في 192، وكركلا في 217 ، وإيلا غابالوس في 222 وبوبينوس وبالبينوس في 238، وفي بعض الحالات، كانوا ينصبون امبراطورا ثم يغتالونه كما حدث مع Galba الذي اعتلى العرش في 68 م بدعم من الحرس، ثم قتل على أيديهم في العام التالي بعد أن تلكأ بدفع المكافأة. كذلك نصب الإمبراطور Pertinax من قبل الحرس في 193م ، ثم ذبح بعد ثلاثة أشهر فقط عندما حاول إجبارهم على قبول تدابير تأديبية جديدة.

6- طرحوا علنا منصب الإمبراطور في المزاد

وفقا للمؤرخ القديم كاسيوس ديو، بعد قتل الإمبراطور Pertinax في 193 م ، حاول الحرس الإمبراطوري الاستفادة من فراغ السلطة عن طريق وضع العرش الروماني للبيع في المزاد. وبعد مزايدة قصيرة في تقديم العطاءات بين القنصل السابق Didius Julianus وعم ( والد زوجته) بيرتيناكس ، تيتوس فلافيوس ، بيع المنصب إلى Julianus بمبلغ هائل يعادل 25000 سيسترس روماني عن الرجل. كانت الحادثة واحدة من أكثر الأحداث سيئة السمعة في تاريخ الوحدة، ولكن بعض المؤرخين يقولون أن رواية ديو عن طرح موقع الامبراطورفي " المزاد" مبالغ فيها. ويقولون أن جوليانوس دفع بالفعل ثروة مقابل دعم الحرس له ، ولكن دافعهم كان أيضا الخوف من أن Sulpicianus سيسعى للانتقام من مقتل صهره بعد اعتلائه العرش.

7- تقاتلوا مرة فيما بينهم

واحدة من الحوادث الأكثر غرابة في تاريخ الحرس البريتوري جرت 'في 69 م، عندما هزم الجنرال فيتليوس الإمبراطور أوتو واستولى على العرش الروماني. خوفا من الاغتيال على يد الحرس الموالي لأوتو، سرح فيتليوس أعضاء من الحرس واستبدلهم بأعضاء جدد من الجحافل الخاصة. ولكن حكم فيتليوس، استمر مجرد أيام عندما أعلن فيسباسيان، قائد القوات في يهودا نفسه إمبراطورا وسار نحو روما. فانضم إليه من طردهم فيتليوس ، واشتبكوا في وقت لاحق مع حرس فيتليوس 'في سلسلة من المعارك الشرسة على مشارف المدينة. انتصر فيسباسيان في نهاية المطاف، وأعيد الحرس المنفيين إلى مواقعهم السابقة.

8- تم تفكيكهم بسبب دعمهم

تم القضاء على هيكل الحرس الإمبراطوري نهائيا في أواخر القرن الثاني، عندما سرح الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس أعضاءه وبدأ بتجنيد حراس شخصيين مباشرة من الجيش. ومع ذلك، فإن صفتهم كأوصياء على العرش الروماني لن تنتهي رسميا حتى القرن الرابع. في عام 306، حاول الحرس البريتوري لعب دور صانع الملوك للمرة الأخيرة عندما عمل على تثبيت الغاصب Maxentius في منصب الإمبراطور الغربي في روما. بعد سلسلة مذهلة من الحروب الأهلية والمطالبات المتنافسة على العرش، واجه Maxentius وحراسه الامبراطور قسطنطين في 312 في معركة ملفيان بريدج . كان قتالهم باسلا للمرة الأخيرة على نهر التيبر، ولكنهم هزموا ، وقتل Maxentius. أقتنع قسطنطين أنه لم يعد من الممكن الوثوق بالفرقة، فحلها مرة واحدة وإلى الأبد، وأعاد تعيين أعضائها في ضواحي الإمبراطورية، بعد أن أشرف على تدمير ثكناتهم في Castra Praetoria..

الحرس الإمبراطوري لم يكن وحدة النخبة الوحيدة لحماية الحكام الرومان. فقد اعتمد الأباطرة في وقت مبكر أيضا على الحرس الشخصي الإمبراطوري الألماني وهو فيلق خاص من رجال القبائل الجرمانية الأصل من منطقة نهر الراين. الأباطرة مثل نيرون وكاليجولا فضلوا الألمان لمهاراتهم في المعركة، وربما لأنهم جديرون بالثقة أكثر من الحرس البريتوري بسبب كونهم غرباء وأقل عرضة للفساد بتأثير السياسة الرومانية والصراع على السلطة.
 
عودة
أعلى