دولة المماليك.. العبيد الذين حكموا مصر

safelife

عضو
إنضم
26 نوفمبر 2010
المشاركات
8,319
التفاعل
17,861 0 0
دولة المماليك.. العبيد الذين حكموا مصر

10.png


لا أحد يعرف عن دولة المماليك بشقيها، البحرية وخليفتها البُرجية، سوى رائعة على أحمد باكثير "وا إسلاماه"، والتي تحوّلت لفيلم سينمائي من بطولة أحمد مظهر ورشدي أباظة ولبنى عبد العزيز، وألقت فقط الضوء على غزو المغول للعالم الإسلامي حتى انتهى على أبواب مصر، ولكن دولة المماليك حكمت مصر طويلًا، مُنذ تولت العرش السُلطانة "شجر الدرّ"، إحدى أشهر نساء التاريخ، إلى أن شنق العثمانيون السُلطان "طومان باي" على باب زويلة.
كان المماليك طائفة من الرقيق، تم شراؤهم بالمال بهدف تطعيم الجيوش وتقويتها، وكانوا خليطًا من الأتراك والجراكسة، والروم، وأقلية أوربية، تمت تربيتهم وسط نظام عسكري صارم ليجيدوا فنون الحرب، وكان لكل مملوك "أستاذ" هو سيده وقائده الذي يبذل نفسه من أجله، بدءوا في التدرج في المناصب، وعاشوا في مصر كطائفة منفصلة عما حولها، واحتفظوا بشخصيتهم، ولم يختلطوا بالمصريين، وأُطلق عليهم "المماليك البحرية" لأنهم كانوا يسكنون جزيرة الروضة في بحر النيل، وقد كُثر عدد المماليك وزادت قوتهم لتتكون منهم طبقة خاصة تتقلد المناصب المهمة، خاصة في أواخر الدولة الأيوبية، التي انتهت بالسلطان نجم الدين أيوب.
كان وصول المماليك للعرش على يد السُلطان الصالح نجم الدين، آخر سلاطين الدولة الأيوبية، عندما اصطفى واحدة من جواريه وهي شجر الدرّ، أو شجرة الدّر كما أطلق عليها البعض، خوارزمية الأصل، وقيل أنها أرمينية، اشتراها السلطان، وحظيت عنده بمكانة عالية، حتى أعتقها وتزوجها، ولُقبت بعصمة الدين أم خليل، وهو ابنها من السُلطان الذي لم يعش طويلًا.

89.jpg


توفى السلطان أيوب خلال حربه مع الصليبيين، وقررت زوجته إخفاء الخبر حتى لا يؤدى إلى انخفاض روح الجيش المعنوية، وأرسلت في طلب وريثه توران شاه، الذي كان في حصن كيفا، فاتجه مُباشرة للمنصورة، واستطاع أن يختم موقعة المنصورة بنصره على ملك فرنسا لويس التاسع، الذي وقع أسيرًا في دار القاضي لقمان.
ولكن السُلطان الجديد كان فظًا في مُعاملة زوجة أبيه وقادته من المماليك، ما دفعهم جميعًا للتآمر عليه وقتله، ليُنادى بشجر الدرّ سُلطانة على مصر، إلا أنها لم تبقَ على العرش سوى ثمانين يومًا، اضطرت بعدها للتخلى عن الحكم تحت ضغط الخليفة المستنصر بالله، والذي قيل إنه أرسل من بغداد ساخرًا، يُبدي استعداده أن يُرسل رجلًا لحُكم مصر إن كانت قد عدِمت الرجال، وكذلك عدم اقتناع أهل مصر بأن تتولى أمورهم امرأة.

رأت شجر الدرّ أن زواجها من مملوك يضمن ولاءهم، وهم القوة الحقيقية، فتنازلت عن العرش لزوجها الجديد عزّ الدين أيبك، وتلقب بـ"الملك المُعّز"، ليُصبح المملوك الصالحي البحري ثاني مملوك يجلس على عرش مصر، ويبدأ الوضع في الاستقرار مع قبضة شجر الدرّ الناعمة التي توّجه السُلطان من الحرملك.
لم تمض أربعة أشهر حتى قام أمراء الأيوبيين بالشام، والذين استقلوا بعد مقتل توران شاه، بمحاولة استرداد مصر من قبضة المماليك، فخرج إليهم السُلطان، وكانت معركة العباسية بصحراء الزقازيق، التي انتصر فيها المُعّز، وتستقر قدماه على العرش، وترتفع شعبيته بين المصريين.
زادت سيطرة أيبك على الحُكم من كراهية المماليك، خاصة أقطاي صديقه القديم وقائد جيشه، والذي كان يبُادله كراهية مُعلنة، وبدأ التجهيز للزواج من إحدى الأميرات الأيوبيات، فأدرك أيبك أن أقطاي قد يبدأ بالمُطالبة بالعرش لكونه زوجًا لأميرة أيوبية، مُستندًا إلى قوته وبأسه وشعبيته وسط المماليك، كذلك تاريخه العسكري وقيادته للجيش في موقعة المنصورة، فأمر بقتله، وقام بالتنفيذ المماليك المُعّزية.
بعد مقتل أقطاي قوت شوكة المماليك المُعّزية، وأصبح قطز الرجل الثاني في الدولة، بينما لم تستطع شجر الدرّ مساعدة المماليك البحرية الذين يدينون لها بالولاء بعد مقتل أستاذهم، وبدأ كبارهم في الإعداد للرحيل عن مصر خوفًا من إعمال القتل فيهم، فهربوا إلى الشام، وعلى رأسهم ركن الدين بيبرس، واستقر الكثير من المماليك هناك.
كان الملك المُعّز يُريد توسعة مُلكه، فقرر الزواج من بنت حاكم الموصل، فدبرت شجر الدرّ مؤامرة لقتله وكانت النهاية الشهيرة، عندما أمرت زوجة السُلطان الأولى أم نور الدين جواريها بقتل شجر الدرّ ضربًا بالقباقيب.
انحازت المماليك المُعّزية لابن سُلطانهم نور الدين على، وقاموا بتنصيبه سُلطانًا على مصر، ولُقِّب بالملك المنصور، أما المماليك الذين كانوا في الشام، وكان من بينهم بيبرس وقلاوون الألفي، فرفضوا الاعتراف بسلطنة المنصور، وحاولوا الاستيلاء على مصر مع الملك المُغيث ملك الكرك الأيوبى، وتصدت لهم قوات قطز، وفي إحدى المعارك تمكنت المماليك المُعّزية من أسر الألفي، وعاد قطز إلى قلعة الجبل، وتم إعدام بعض المماليك والأمراء الذين هربوا أثناء المعركة.

بعد اقتراب المغول من مصر قام قطز باعتقال المنصور وأخيه وأمهما داخل برج بالقلعة، ونُصّب قطز سُلطانًا بعد أن وعد بالاستقالة بعد النصر على المغول، واستمر في الإعداد للمعركة، وبدأ إعداده بالصُلح مع المماليك البحرية لتكوين جبهة واحدة، وحشّد المصريين خلفه، حتى خرج لمُلاقاة المغول في معركة عين جالوت الشهيرة، والتي قُتل فيها "كتبُغا" قائد المغول، وعند عودته عادت نوايا المماليك للسوء وظنوا منه الغدر، فقاموا باغتياله ليتولى ركن الدين بيبرس السلطنة، ولُقّب بـ"السُلطان الظاهر".

87.jpg


عقب تولي الظاهر، الذي اتصف بالحزم، بدأت دولة المماليك في الاستقرار، واتخذ عدة إجراءات تهدف إلى تثبيت أقدامه في الحكم، منها التقرب من الخاصة والعامة، وتخفيف الضرائب، وعفا عن السُجناء السياسيين، وقام بالقضاء على الحركات المناهضة لحكمه، كما أعاد إحياء الخلافة العباسية ونقلها للقاهرة، كذلك حارب ما تبقى من الإمارات الصليبية وهي أنطاكية، وطرابلس، والجزء الباقي من مملكة بيت المقدس، حتى انتصر عليهم.

86.jpg


وكان استقرار الحُكم على يد الظاهر بيبرس سببًا في دوام دولة المماليك، ويتسلم الحُكم المنصور بن قلاوون الذي استمرت أسرته في الحُكم أربع عشرة ومائة سنة، فحكم هو وأولاده وأحفاده، ولم يخرج أمر مصر من أيديهم سوى خمس سنوت، إذ حكم العادل كتبغا والمنصور لاجين أربعة سنوات، والمظفر بيبرس الجاشنكير لمدة سنة، وقد قُتِلَ ثلاثتهم وكانوا من الجراكسة.
وعلى يد قلاوون أيضًا جاءت دولة المماليك البُرجية، وهم المماليك الجراكسة، الذي قام السُلطان بالاستكثار منهم، والاعتماد عليهم، وأسكنهَم في أبراج القلعة، ولذا عُرِفوا بالبُرجية تمييزًا لهم عن المماليك البحرية، وكان أول سلاطينهم هو السُلطان برقوق، وبدأ منذ ذلك الحينِ حكمُ طائفة المماليك الجراكسة، والذي امتد لأربعة وثلاثين ومائة سنة، وتقلَّد السلطنة منهم خمسة وعشرون سُلطانًا، عدا اثنين من أصل رومي هما خشقدم وتمريغا.
وقد اتسم عهد الجراكسة بكثرة الدسائس والمؤامرات، والصراعات المُستمرة، ولكنه كذلك شهد جانبا إيجابيًا بتشجيع سلاطينهم للعلم والأدب، وبناء المساجد والمدارس، وكان لهم دور كبير في حماية بلاد الشام من أطماع الملك المغولي تيمور لنك، كما وجهوا ضربات أُخرى للقوى الصليبية المجاورة لهم في جزر البحر المتوسط، وكان الأشرف قايتباي من أعظم سلاطين الجراكسة وأطولِهم عهدًا، فقد حكم تسعة وعشرين عامًا، ظهرت خلالها كفاءته السياسية والعسكرية، وفي عهده بدأ خطر العثمانيين الذين أسماهم مؤرخوا ذلك العصر "أصحاب القُسطنطينية"، فأنفق الكثير من الأموال على الجيوش لردّهم عن حلب وما حولها.

88.jpg


وكان تفشي الظلم في الدولة المملوكية ورغبة أهل الشام ومصر في التخلص من هذا الظلم، هو ما دفع قُضاة المذاهب الأربعة والأشراف لكتابة عريضة نيابة عن الجميع يخاطبون فيها سليم الأول سُلطان الدولة العُثمانية يدعونه فيها للقدوم إلى بلادهم، ورفع ظلم المماليك الذي يخالفون الشرع، فاستشار السُلطان علماءه فأشاروا عليه بضم الشام ومصر لدولته لرفع المظالم وتطبيق الشرائع.
وبينما يتبادل السُلطان قنصوة الغوري الرسائل مع الشاه إسماعيل الصفوي، لتوطيد حلف ضد العُثمانيين، قرر سليم الأول التوجه للمماليك، وزحف بجموع غفيرة إلى الشام، وتحرك الغوري هو الآخر محاولًا وقف زحف العثمانيين، والتقى الجيشان عند مرج دابق على مشارف حلب، وانتصر العثمانيون رغم المقاومة التي أبداها الغوري حتى قتلوه، وكان في الثمانين من العمر، ودخل السُلطان سليم حلب، ثم دمشق، وسانده الأعيان وأمراء الشام، وأكرم العثمانيون الغوري بعد مقتله وكفنوه وصلوا عليه ثم دفنوه في مكان لائق.
واصل سليم الأول زحفه إلى مصر، وأرسل إلى زعيم المماليك طومان باي برسالة يدعوه فيها لطاعة الدولة العُثمانية، ولكنه سخر من هذه الرسالة، وقتل حاملها، فأسرع سليم بجيوشه ومن دخل في طاعته من أهل الشام إلى مصر، واستعد طومان باي للقتال، والتقى الجيشان في منطقة الريدانية، وهي حي العباسية الآن في القاهرة، وحاول المماليك صد الهجوم، واستبسلوا في القتال خاصة طومان باي، الذي قاد مجموعة فدائية بنفسه، واقتحم مُعسكر سليم الأول، وقبض على وزيره سنان باشا وقتله بيده مُعتقدًا أنه سليم الأول، ولكن المعركة انتهت بانتصار السُلطان سليم، والقبض على طومان باي الذي تم شنقه على باب زويلة.
انتهت دولة المماليك، ولكن من تبقى منها انخرط داخل نظام الحُكم الجديد، فكانوا جُباة للضرائب، واليد الباطشة التي يستخدمها الوالي العُثماني للسيطرة على المصريين، وشارك بعضهم في مُقاومة الحملة الفرنسية، وانتهى وجود المماليك تمامًا على يد محمد علي باشا، عندما قام بتصفيتهم جميعًا في مذبحة القلعة.

 
مصر بحاكم قوى = دولة مرعبة
ارجو ان تقوم بعمل موضوع عن فترة (الحط على العثمانيين) - فترة حكم محمد على باشا
 
101l.jpg


مصر كانت دولة غنية لدرجة إنها كونت جيوش جبارة من المماليك ..
لن أقول "عبيد" لإنهم لم يلقوا معاملة العبيد .. بل تم الإنفاق على تعليمهم وتدريبهم وتثقفيهم
حتى اصبحوا نخبة المجتمع آنذاك ...
وهو ما أعتمده العثمانيون فيما بعد لتكوين وتثبيت إمبراطوريتهم التى أخضعت أوروبا .

تخيلوا كم الأموال الطائلة التى أنفقت لشراء وإعداد هؤلاء ..
ويذكرهم التاريخ انهم فى حقبة ما كانوا درع الأمة الإسلامية وسيفها ..
ومصدر عزتها وهيبتها على الأعداء من الشرق والغرب ..
كانت أقسى فترة على الأمة الإسلامية ..
ذبحت الملايين .. وقتل الملوك والسلاطين .. وقضى على الخلافة وقتها ..

لكن وقف هؤلاء ضد هذا المد المغولى من الشرق , والمد الصليبى من الغرب ..
وبصمتة المماليك موجودة إلى الآن راسخة ثابتة على يابسة قاهرة المعز ..
فأكبر وأضخم مساجدها ومدارسها وأبنيتها قائمة إلى الآن ..

102l.jpg


وبصمة المماليك ليس فقط فى الأبنية والعمائر أو ما قدموه للحضارة البشرية من وقف زحف المغول , أو من تأثير دخول المغول فى الإسلام فيما بعد !
أو حتى تأثيرهم فى الفكر العسكرى وإثراءهم للفنون العسكرية ..
يكفى فقط البحث عن الكتب والمؤلفات الأجنبية التى كتبت عن إنجازات المماليك ..

على سبيل المثال هذا الكتاب المعنون بـ " The Knights of Islam: The Wars of the Mamluks " :
وفيه مقدمته :


The Mamluks were, at one distinct point in history, the greatest body of fighting men in the world and the quintessence of the mounted warrior. They were slave soldiers, imported as boys into the Islamic Empire from the pagan Steppes, but they became its savior, bringing defeat to the Mongols and forming the machine of jihad that ultimately destroyed the Crusader Kingdoms of Palestine and Syria. They entered the Islamic world as unlettered automatons and through a total application to the craft of the warrior they became more than soldiers. After a bloody seizure of power from their masters, the descendants of Saladin, they developed a martial code and an honor system based on barracks brotherhood, a sophisticated military society that harnessed the state's energies for total war and produced a series of treatises on warfare that more than compare to SunZi's Art of War in their complexity, beauty of language and comprehensive coverage of the bloody business of war. Their story embraces many of the great themes of medieval military endeavor. The Crusaders and the deadly contest between Islam and Christendom, the Mongols and their vision of World Dominion, Tamerlane the Scourge of God and the rise of the Ottoman Empire whose new slave soldiers, the Janissaries, would be the Mamluks' final nemesis .



103l.jpg

نتائج بحث Mamluks على موقع amazon

 
المماليك في مصر كانوا من اعظم الدول لا اعلم في موضوعك عن الخونة والجواسيس المتصلين بسليم العثماني ولكن الشعب كله بكى طومان باي والقاهرة حاربت العثمانيين حرب شوارع طاحنة التاريخ كتب منذ زمن المماليك على يد ابن اياس في بدائع الزهور في وقائع الدهور لابن اياس انصحك بالاطلاع عليه وكذلك بالاطلاع على المقريزي وابن خلدون تلك نقطة الثانية من سليم هذا وفي مصر خليفة المسلمين العباسي في ذلك الوقت والمماليك كما كتب الفرنسييين في وصف مصر كانوا يتعلمون العربية والتركية وفنون الادارو والحساب مع فنون القتال والحرب واللياقة البدنية وبعضهم كان يحفظ كتاب الله فما بالك بالمماليك زمن ملكهم كم نبغ في عهد المماليك من العلماء وكم بنيت من الاثار الاسلامية من مدارس وجوامع وقلاع وقصور وحمامات تقريبا معظم القاهرة اثار مملوكية باقية لتوضح عظمة المماليك بناة قلعة قايتباى ومسجد السلطان حسن اهرامات مصر الاسلامية وغيرها الكثير
 
اخي الكريم توبكانو هناك مملوك قبل محمد على هزم العثمانيين واستقل بمصر وهو على بك الكبير وكان ممهدا لما بعده محمد بك ابو دهب تلميذه الخائن ثم مراد وابراهيم تلاميذ ابو الدهب واللذان عاصرا الحملة الفرنسية واخيرا محمد على
 
عودة
أعلى