لوحات من الجهاد الليبي

إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
342
التفاعل
243 0 0
1- معركة الفويهـات :

حيث دخل (200) مجاهد بين خطين للطليان ، فأحاط الطليان بالمجاهدين ، ولم يستطع المجاهدون الآخرون نصرة إخوانهم ، بسبب القذف المدفعي من البر والبحر . لذلك قاتل المجاهدون حتى الظلام ، حيث تمكن (80) منهم فقط من النجاة ، واستشهد (120) يرحمهم الله تعالى ، أما الطليان فقد خسروا (1500) جندي منهم (28) ضابطاً ، أحدهم برتبة (جنرال ) ، كما أصيب بالجنون عدة ضباط لهول ما رأوا .



2- معركـة مرسـي مطـروح :

سار السيد احمد الشريف ب (4000) مجاهد ودخلوا مرسي مطروح لمحاربة الانجليز بناء على طلب العثمانيين ...ووقعت معركة ( بئر تونس ) مع (30000) جندي انجليزي معهم عدد كبير من المدافع ، وانتصر السيد الليبي ، وتراجع من هناك إلى الجغبوب ، بعد أن هرب العثمانيون الذين كانوا معـه ...



3- معركة القرضابيـة :

في عام (1915م) انهزم فيها الطليان شرهزيمة ، عندما وقف (1500) مجاهد ليبي أمام (12000) جندي ايطالي ، ولم ينج من الطليان سوى (500) فروا على وجوههم إلى جهـة البحـر ، وغنم الليبيون جميع عتادهم واسترجعوا بـر طرابلس حتى (1923)([ix]).
 
سلمت يداك اخي الغيور وياريت تعطينا على الاقل تواريخ هذه المعارك
 
سلمت يداك اخي الغيور وياريت تعطينا على الاقل تواريخ هذه المعارك
معركة القرضابية

تعتبر معركة القرضابية فاصلة في ضد ، فهي تعرف بمعركة الوحدة الوطنية اذ شارك فيها جميع أبناء ، كما انها شكلت البداية لاندحار الايطالييين، فعقب هذه المعركة سقطت الحاميات الواحدة تلو الاخرى وبحلول منتصف من نفس العام الذي وقعت فيه معركة القرضابية لم يبق بيد الايطاليين الا مدينتي
لم يتحمّل المهانة التي لحقت بهم نتيجة هزيمتهم في في عمق ، حيث استرد منهم في مركز فزّان بعد ان كانوا قد احتلوها في من نفس العام.
قبل ان يستعيد المجاهدون بايام كانوا قد استعادوا وتحديدا يوم ، وقد حث الجنرال الخطى للوصول إلى بعد ان نفذ من معركة مرزق، ومن كمائن المجاهدين في طوال المدة التي استغرقتها رحلة الهزيمة القاسية.
قرر امياني بالتشاور مع حكومته وقيادته في استرداد بأي ثمن ولضمان ذلك كما يعتقد استعان بعدد من الزعامات الوطنية التي استمالها الايطاليون إلى جانبهم بالمال وبغيره، حيث سيّر جيشين الاول يتجه اليها من عن طريق ، ، ، وقد كمن له من قبائل في الطريق الذي يمر عبر اراضيهم الشاسعة وهزم شر هزيمة في يوم ، في المعركة التي عرفت بمعركة مرسيط نسبة إلى الوادي الذي وقعت فيه، امّا الاخر فقد قاده بنفسه واتجه إلى فزّان عن طريق التي كان الايطاليون قد احتلوها في اوائل سنة .
كان الجيش مؤلفا من أربعة عشر ألفا . جعلت والرشاشات في حوزة الطليان دائما وتحت رعايتهم . وكان مع هذا الجيش محموعة من القبائل الليبية برئاسة كل من : الساعدي بن سلطان على قبيلة ، و على ، ومحمود عزيز على ، ومحمد القاضي من ، ومحمد بن مسعود من قماطة ، وعمر العوراني من الساحل ، و من ، و أبناء سيف النصر من أولاد سليمان وقبائل الوسط والجنوب. وكل واحد من هؤلاء رئيس على جماعة من قبيلته . واتفقوا على أن يجتمع الجيش كله على بنعيزار . وكان الرئيس الأعلى لهذا الجيش امياني.
وصل جيش الجنرال امياني المكوّن من الليبيين المتعاملين معه ومن و بالاضافة إلى الجنود النظاميين الايطاليين، إلى مدينة وزحف يوم على المجاهدين الذين تحشّدوا جنوب قرب قصر بوهادي، وعلى الفور هاجم المجاهدون بقيادة الايطاليين في منطقة القرضابية التي تسمّت بها هذه المعركة.
في صبيحة يوم الخميس 15 من جمادى الآخرة سنة 1333، الموافق سنة صدر الأمر بالهجوم وما هي إلا لحظات حتى التقت طلائعه بالمجاهدين، فابتدروهم بالرصاص، وتدفقت سيوله عليهم من كل جهة، وحمي وطيس المعركة فاستشهد من المجاهدين لأول وهلة نحو 400 ، واشتد الكرب على ، ففرح إمياني بذلك وبرق السرور في عينيه.
كل هذا وجماعة لم يشتركوا في المعركة، فلما رآهم إمياني على هذه الحال استفهم من رمضان على هذا الموقف فقال له: هم ينتظرون قدومي إليهم، فأذن له فذهب إليهم، وكان احمد سيف النصر قد أغار بخيله على ميمنة المقدمة فتوقفت قليلا. وصادف مجيء رمضان وقت إغارة احمد سيف النصر فأمر من معه بإطلاق النار على الطليان فأطلقوها عليهم من الخلف فكانت بداية النهاية، فحاص في بعضه حيصة الحمر، ورجعت أولاه على أخراه، واختلطت خيله برجله، وارتكس بعضه في بعض طلبا للفرار ولا فرار، وركب العرب أقفيتهم واشتدت الضربة على العدو، وأنزل الله ساعة النصر، فتمزق ذلك الجيش ولم ينج منه إلا 500جندي، ونجا الكولونيل إمياني إلى سرت مجروحاً مع من بقي من الجيش، وبقي في مكان المعركة كل ما كان مع الجيش من معدات الحرب وعتادها: من إبل وخيل وبنادق ومدافع ورشاشات.ولقد شارك في هدة المعركة عدة فرسان من الزاوية بقيادة علي صهيب وهو من قبيلة البلاعزة وكان لهم اثر كبير في هدة المعركة
وبحلول الظهر كانت فلول الايطاليين قد تقطعت اوصالها، والتجأت إلى مدينة سرت حيث عاثت فيها فسادا وشهدت المدينة مذابح انتقامية استمرت ثلاثة ايام .
بمجرد وصول إمياني إلى جرد جميع الليبين من الأسلحة وعقد مجلسا عسكريا وحكم بالإعدام على كثير من السكان ومن أبناء الليبين الذين التجأوا إلى سرت وفي مقدمتهم من الأعيان والرؤساء الحاج محمد القاضي من مسلاتة، والحاج محمد بن مسعود من قماطة، وحسونة بن سلطان، وأبو بكر النعاس، وأحمد بن عبد الرحمن من ترهونة، وقتل من غيرهم نحو سبعمائة، وأصدر أمرا بالقتل العام، وبملاحقة وقتل رجال القبائل وعلى رأسهم قبيلة أولاد سليمان، فصار الجند يقتلون الناس في الشوارع وعلى أبواب البيوت، ويربطون العشرة والعشرين في حبل واحد ثم يقتلونهم، ورمي كثير من الناس بأنفسهم في البحر فرارا من التمثيل بهم، فكان منظرا مريعا، وبعثوا إلى روما نحو ألف أسيرا أكثرهم من السكان والحمالين الذين استأجروا جمالهم
 
في كتابه ( لماذا تأخر المسلمون .. ولماذا تقدم غيرهم ) .. تحدث المفكر الإسلامي الكبير الأمير شكيب أرسلان .. عن معركة " الفويهات " ببنغازي .. وضرب بها مثلا على صدق قوله تعالى :{ يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون * الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين } (1)

وفي ذلك يقول شكيب أرسلان : { لقي الطليان في هذه الحرب من الأهوال ما لا يتسع لوصفه مقالة أو رسالة .. وفي واقعة واحدة هي واقعـة " الفويهـات " على باب بنغـازي ثبت فيها (150) مجاهدا عربيا لثلاثة آلاف جندي طلياني، من الفجر إلى غروب الشمس .. إلى أن انقرضوا جميعا .. إلا أفذاذا أتى عليهم الليل، ورجع العدو ولما يموتوا .. وبينما كان العرب في حزن عظيم على من فقدوهم في تلك المعركة .. إذ جاءهم الخبر البرقي من الأستانه عن برقية وردت سرا من برلين عن برقية رقمية جاءت من سفارة الألمان في رومية .. بأنه سقط في هذه المعركة ألف وخمسمائة جندي من الطليان وأصاب الجنون سبعة من ضباطهم } (2)

وقال بأن هذه المعركة واحدة من خمسين معركة على الأقل تضاهيها .. وأكد بأن المسلمين من مجاهدي بنغازي قاتلوا جيشا يفوقهم عشرين ضعفا .. وقتلوا نصفه أي قتلوا عشرة أضعافهم .. والله قد قدر لهم في حال القوة أن يغلبوا عشرة أضعافهم وفي حال الضعف أن يغلبوا ضعفهم فقط كما مر بك في الآيتين السالفتين.

مؤكدا في الوقت نفسه بأنه مهما يكن عدد القتلى الذين فقدهم العرب في هذه الحرب .. فأن مجموع قتلى الطليان يفوق مجموع قتلى العرب أضعافا مضاعفة .

وأن نفقات إيطاليا على هذه الحرب خلال السنة الأولى فقط .. بلغت نحو مائة مليون جنيه .. وخلال عشرين سنة من المقاومة التي لم تتوقف .. بلغت خسائرها ثلاثمائة مليون جنيه.

ولكي تدرك أخي القارئ كم نحن بحاجة إلى إعادة كتابة تاريخنا الجهادي المشرف .. أنني وقبل كتابة هذه السطور عن هذه المعركة المشرفة .. التي سربت أخبارها سرا من روما إلى برليـن إلى الآستانة بتركيا .. حاولـت إجراء مقارنة بين ما ذكـره هـذا المجاهد والمـؤرخ الإسلامي الكبير : شكيـب أرسـلان .. الملقب بأمير السيف والقلم .. الذي عاصر تلك الحرب .. وبين ما تذكره مصادرنا الوطنية .. فعمدت إلى أهم مصدر من مصادر جهادنا .. وهو : " معجم معارك الجهاد في ليبيا " لمؤلفه خليفة محمد التليسي .. ولكنني وللأسف وجدت أنه قد سكت عن ذكرها - وعن ذكر غيرها بكل تأكيد - وذلك لسبب بسيط جدا .. أشار إليه المؤلف في مقدمة معجمه .. ألا وهو اعتماده المطلق على المصادر الإيطالية دون غيرها .. وتجاهله عن عمد المصادر الوطنية التي : ( لـم يفز منها بطائل يذكـر ) كما يزعم في مقدمة معجمه المشار إليه.

بل إنه تجاهل عن عمد أغلب وأهم معاركنا الجهادية .. وذلك من خلال قوله : ( ولابد أن نلاحظ أن نصيب طرابلس الغرب من تاريخ الوقائع الحربية كان أوفى من نصيب برقة التي لا تتوفر عنها في هذا المجال مصادر منشورة بمثل ما توفرت عن طرابلس الغرب ( ... ) بالإضافة إلى أن الحرب في برقة التي تركزت في الجبل اتخذت شكل حرب العصابات التي تتميز بالهجمات الفدائية الخاطفة )(3)

وقد استطاع عمر المختار .. زعيم تلك العصابات المتمردة .. - حسب وصفه ووصف عساكر إيطاليا – استطاع قيادة تلك ( العصابات ) بكفاءة عالية وقدرة فائقة وشجاعة نادرة لأكثر من عشرين عاما .. رغم توقف الجهاد في أغلب قطاعات البلاد.
 
- تاريخ المجاهدين في ليبيا هو تاريخ مشرف يغرس شعورا بالعزة و الكرامة.
- خصوصا لما نعلم ظروف إغتصاب ليبيا من الدولة العثمانية عام 1912م في مراحل احتضارها الأخير.
- لكن أهل ليبيا الرجال الأبطال ضربوا أمثلة الجهاد و المقاومة رغم كل الظروف.
- و يحضرني الآن بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي يصف جهاد الشهيد عمر المختار رحمه الله:
بطل البداوة لم يكن يغزو على تنك و لم يك يركب الأجواء
لكن أخو خيل حمى بصهواتها و أدار من أعرافها الهيجاء
 
معركة تاقرفت

25 فبراير 1928 م


تاقرفت منخفض واسع يقع شمال غرب زلة ويبعد عنها 75كم
وتنتهي اليه مجموعة من الاودية كما تحيط به مرتفعات من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية وتنتشر حوله مجموعة من الكثبان الرملية الصغيرة.

وفي هذه البقعة من الأرض تجمع بضع مئات من الأهالي واختاروا البقاء فيها لما فيها من مزايا استراتيجية بالنسبة إلى المجاهدين الذين كانت القوات تتبعهم.

اذن كانت في تلك المنطقة مجموعة من الاهالي بينها عدد لا يزيد عن الاربعمائة من القادرين على حمل السلاح.

وفي صبيحة الخامس والعشرين من فبراير تقدمت القوات الايطالية بكل تشكيلاتها للهجوم على اولئك المجاهدين الذين كانوا على استعداد لملاقاة الايطاليين.

وتربص المجاهدون في أماكنهم وتركوا القوات الايطالية تقترب منهم وفي تمام الساعة السابعة والدقيقة الخامسة والخمسين بدأ أول صدام بين المجاهدين والأعداء
وكانت نتيجته أن سقط قائد الطليعة الايطالية "فايدي" قتيلا.

وقد استمرت تلك المعركة الضارية يوما كاملا وانتهت بتردي أوضاع الايطاليين وتراجعهم أمام هجوم المجاهدين.
لقد كانت تلك واحدة من أبرز المعارك العسكرية في التاريخ إذ استطاع حوالي 300 مجاهد دحر قوة هائلة يزيد عددها على 4 آلاف جندى ايطالي.​

__________________
 
بارك الله فيك على المعلومات القيمة
 
رد: لوحات من الجهاد الليبي

معركة واداي الشقيقة
فقد احتل الايطاليون ترهونة للمرة الأولى عقب معاهدة ( أوشى لوزان) بين إيطاليا و تركيا في يوم 18 ديسمبر1912 و ظلت حاميتهم مقيمة بها آلة أن اندلعت ثورة استرداد المناطق بعد هزيمة الايطاليين في موقعة ( القرضابية الشهيرة ) يوم 29 ابريل 1915 و التي قاتلت فيها قبائل ترهونة تحت قيادة المجاهد( الساعدى بن سلطان الصالحى)حيث ارتفعت الروح المعنوية لليبيين في جميع المناطق و قاموا بمعارك باسلة استردوا فيها كل مناطقهم المحتلة في الدواخل و الجبل الغربي و الجبل الأخضر بلا استثناء وبقيت القوات الايطالية في بعض المدن المحصنة في الساحل ، و نتيجة لمعركة (القرضابية الشهيرة) سجلت انتصارات باهرة ضد الايطاليين و لا يعرف في سجلات مركز جهاد الليبيين حتى ألان هزيمة نكراء أكبر من هزيمتهم وسحقهم في ( معركة الشقيقة) و التي تعرف عند أهل ترهونة بهذا الاسم وكانت ترهونة آنذاك تحت زعامات متضافرة و هم احمد المريض من قبيلة العواسة و يتزعم المنطقة الشرقية من ترهونة (ربع أولاد أمسلم) و الشيخ عبد الصمد النعاس من قبيلة أولاد أمعرف و يتزعم منطقة مجي و( ربع أولاد أمعرف) و المناطق القريبة منها و الهادي المبروك المنتصر من قبيلة الحمادات و يتزعم (ربع الدراهيب ) و قد كان للمجاهد (سويدان الحاتمي) من( ربع الحواتم ) دور المخادع للقوة الايطالية تماما كما فعل السويحلى في القرضابية وتحقيق الانتصار في معركة الشقيقة.

حيث حوصرت الحامية الايطالية المتمركزة في ترهونة بكاملها مما دفع الحكومة الايطالية إلى محاولة إنقاذها و فك الحصار عنها و سحبها إلى الساحل و عمدت القيادة الايطالية إلى إعداد قوة كبيرة بقيادة (الكولونيل روستى) في محاولة لدعم الحامية المذكورة و تزويدها بالإمدادات و التموين بعد أن انقطع عليها كل سبل الاتصال و قد خرجت هذه القوة الكبيرة من العزيزية يوم 12 مايو1915 متجهة نحو ترهونة لفك الحصار عن الحامية المذكورة و لكنها أوقفت في اليوم التالي 13-5-1915 في سيدي بوعرقوب ( الرقيعات)و (فم ملغة) و اضطرت إلى الانسحاب من شدة المواجهات و تكبدت خسائر فادحة وأسر فيها 200 أسير ايطالي, و قد هبت قوة أخرى من العزيزية لنجدتها بقيادة كولونيل أخر و هو (بيليا) و قد تمكن هذا من الوصول إلى ترهونة يوم 16-5-1915 إلا أن قافلة الإمداد التابعة له قد انفصلت عنه مما زاد عدد أفردا القوات الايطالية المحاصرة زيادة على الحامية الأصلية فبعد أن انفصلت قافلة الإمدادات التابعة لقوة الكولونيل ( بيليا)و التي وصلت إلى ترهونة و لم تتمكن من اللحاق به حيث حوصرت يوم 17-5-1915 في سوق الأحد ترهونة فأبادوها و غنموا ما كان معها من الإمدادات, فاضطرت القيادة الايطالية إلى تجريد قوة أكبر بقيادة الكولونيل (مونتى) لحراسة قافلة أخرى من الإمدادات و لكنها هوجمت هي الأخرى و قابلت نفس المصير و بعد فشل كل المحاولات لإنقاذ الحامية المحاصرة في ترهونة اتجه الايطاليون إلى إرسال قوة أخرى من القصبات (أمسلاته) بقيادة الكولونيل (كاسينس) و لكن هذه القوة لم تتمكن من الوصول إلى ترهونة نتيجة للمقاومة العنيفة التي واجهتها في المنطقة ،فأبلغت القيادة هذه القوة بقيادة (كاسينس) للعمل على شغل المقاتلين في ترهونة و جرهم إلى منطقة الداوون شرق ترهونة و ذلك لتسهيل انسحاب الحامية المحاصرة و الخروج إلى عين زارة عن طريق سوق الأحد على أن تقوم القوات الايطالية في العزيزية و عين زارة بعمليات تشغل المقاتلين عن عملية الانسحاب للحامية المحاصرة.

(وفى يوم 18 يونيو) تحركت الحامية المحاصرة بعد وفرت لها كافة الضمانات من القيادة الايطالية باللاسلكي زيادة على يأسهم من وصول النجدة اضطروا إلى الخروج بعد نفاد ما عندهم من زاد و تموين محاولين الوصول إلى طرابلس مهما كانت التضحية, و قد تركهم المجاهدون عمدا يخرجون إلى المنطقة الجبلية بعد اتصالهم بدليل القوات الايطالية( على سويدان الحاتمي) و الذي تولى نفس دور
( رمضان السويحلى في ( القرضابية ) و هو خدعة العدو و ذلك حينما أخبر المجاهدين بمسار القوات عن طريق طلبه من قائد الحامية إحضار والدته لتوديعها فسمح له بذلك تحت حراسة مشددة فاخبر والدته بكلمة السر وهى (وادي الشقيقة) ثم أخبرت المجاهدين بما قاله لها ابنها ووادي الشقيقة واد صغير ضيق يقع بالقرب من الشرشارة في منطقة ( الثلة) أولاد بوزيد و يمكن لأي شخص زيارته عن طريق مفرق يقع بحوالي 1 كم قبل مفرق مجي سيدي الصيد إلى اليسار من الطريق المزدوج المؤدى إلى ترهونة المدينة و عندما ملأت الحامية هذا الوادي الضيق و أصبحت في منطقة يصعب التحرك فيها انهال الرصاص على الايطاليين من كل حدب وصوب و أصبحوا محاصرين في قاع الوادي, و بذلك تم القضاء على معظم أفراد الحامية البالغ عددهم (5000) مقاتل و قد أسر في هذه المعركة المسماة وادي الشقيقة 473 جنديا و 31 ضابطا أي ما مجموعه 504 أسير إضافة إلى 200 أسير المحتجزون من قبل في معركة بوعرقوب و فم ملغة وقتل في الشقيقة (4061 ) من الحامية الايطالية.

وقد بقى الأسرى أل 700 خدما عاملين لمدة سنة خدما عاملين لدى عائلات المجاهدين.

و بمناسبة تبادل الأسرى في ترهونة بعد ما يزيد من عام على المفاوضات يوم 28 يوليو 1916 أذاعت وكالة ستيفانى الايطالية ما يلي:-

( على اثر مفاوضات طويلة أجراها والى طرابلس الغرب بكثير من الصبر و الحكمة بموافقة وزير المستعمرات الايطالية تم تبادل الأسرى العرب الذين لدينا بعدد من رجالنا الأسرى في ترهونة و قد بلغ عددهم 31 ضابطا و 704 جندي كلهم أسرى و جميعهم في حالة جيدة و قد قوبلوا بمظاهر الفرح و الترحاب و قد أبرق معالي رئيس مجلس الوزراء و وزير المستعمرات إلى الجنرال ( اميلليو) و إلى طرابلس الغرب و أعرب له باسم الحكومة عن التهاني الحارة .

و تلقت نفس الوكالة يوم 30يوليو 1916 إشعارا يفيد الأتي (تشعر الجالية الايطالية بارتياح كبير لإطلاق الأسرى الايطاليين في ترهونة و تعرب عن ابتهاجها و عرفانها بالجميل و التقدير لحكمة الجنرال ( اميليو) السياسية و قد أشرفت لجنة من نخبة من المواطنين تحت رعاية لجنة البلدية على احتفالات اشترك في موكبها مختلف فئات الايطاليين و عدد من العرب و اليهود يتقدمهم الجنود النافخون في الأبواق و حملة الإعلام الوطنية و بيارق مختلف المدن الايطالية و قد أخترق الموكب شوارع الدينة هاتفا بحياة الوالي في حماس شديد و قد ألقى كل من مندوب البلدية الأول و الحامي كارتينى خطابين نوها فيهما بالمفاوضات المضنية التي دامت لدم سنة و التي أجراها الوالي و أشاد بالنجاح الباهر الذي أعلن إحرازه الجنرال اميلليو و إلى طرابلس الغرب الحازم و المتسم بالصبر الجميل على حد قولهم) هكذا أرادت إيطاليا أن تجعل من هزيمتها النكراء نصرا و احتفالا باسترداد أسراهم المحتجزين في ترهونة في المعركة المنسية ( الشقيقة)
 
رد: لوحات من الجهاد الليبي

ما شاء الله ايه الحاجات الجميلة دي
 
عودة
أعلى