بصفتي مهتماً بالشؤون العسكرية السعودية، أتابع باهتمام بالغ مسيرة توطين الصناعة الدفاعية ضمن رؤية 2030. هذه الرحلة تستحق التحليل الموضوعي بعيداً عن الإعلام المبالغ أحياناً.
الإنجازات الملحوظة:
- شراكات استراتيجية ذكية:
- اتفاقية "سام" مع لوكهيد مارتن لإنتاج أنظمة دفاع جوي محلياً
- مشروع "السلام" مع بوينغ لتجميع طائرات "أف-15" و"أباتشي"
- إنشاء "الشركة السعودية للصناعات العسكرية" (SAMI) كذراع استثماري رئيسي
- نقل تقني حقيقي:
- إنشاء مراكز بحث وتطوير محلية بالشراكة مع كبرى الشركات
- برامج تدريب مكثفة للكوادر السعودية في الخارج
- توطين تصنيع بعض قطع الغيار والأنظمة الإلكترونية
- نجاحات ملموسة:
- تحقيق 14% من الإنفاق العسكري محلياً (2024)
- تصدير منتجات عسكرية سعودية إلى 10 دول
- خلق آلاف الوظائف للشباب السعودي
التحديات القائمة:
- معضلة الاعتماد على الشركاء الأجانب:
- صعوبة نقل التقنيات الحيوية والحساسة
- احتفاظ الشركات الأجنبية بالحقوق الفكرية
- محدودية القدرة على التطوير المستقل
- تحديات فنية وبشرية:
- ندرة الخبرات المحلية في المجالات المتقدمة
- صعوبة جذب الكفاءات العالمية للعمل في السعودية
- بطء عملية بناء قاعدة صناعية متكاملة
- منافسة عالمية شرسة:
- هيمنة الشركات الكبرى على السوق العالمية
- صعوبة اختراق أسواق جديدة بمنتجات "صنع في السعودية"
- حساسية الصناعة الدفاعية سياسياً وأمنياً
رأيي الشخصي:
التجربة السعودية في التوطين Defence industry remindني بالضبط بتجربة كوريا الجنوبية في الثمانينات. النجاح يحتاج وقتاً وصبراً واستمرارية.
أكبر تحدي في رأيي ليس تقنياً بل ثقافياً: كيف نتحول من ثقافة "الشراء الجاهز" إلى ثقافة "التصنيع المحلي" مع الحفاظ على الجودة والمعايير.
خاتمة:
رغم كل التحديات، فإن السعودية تسير في المسار الصحيح. النجاح لن يأتي بين ليلة وضحاها، لكن الأساسات التي تُبنى اليوم ستحول السعودية إلى لاعب رئيسي في الصناعة الدفاعية خلال العقد القادم.
ما رأيكم في هذه الرحلة؟ وهل تتفقون مع تحليلي؟