نموذج «كي 2 ثينك» - رؤية الإمارات للذكاء الاصطناعي المتقدم
كي 2 ثينك (K2 Think) هو نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر متطور في مجال الاستدلال المتقدم، طوّرته جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مجموعة «جي 42» (G42). تم الإعلان عن النموذج في سبتمبر 2025، ويُعتبر إنجازاً تقنياً رائداً يضع الإمارات في مقدمة سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.
المواصفات التقنية المتفوقة
يتميز نموذج «كي 2 ثينك» بحجمه المضغوط مع 32 مليار معامل فقط، إلا أنه يحقق أداءً يضاهي أو يتفوق على نماذج الذكاء الاصطناعي التي تفوقه حجماً بـ20 مرة. هذا الإنجاز في كفاءة استخدام المعاملات يجعله بديلاً قوياً للاستدلال المتقدم ويعيد تعريف حدود الإمكانات المتاحة للنماذج المدمجة الأصغر حجماً.
النموذج قادر على تحقيق سرعة معالجة استثنائية تبلغ 2000 رمز في الثانية الواحدة عند تشغيله على منصة الحوسبة واسعة النطاق من شركة «سيريبراس»، مما يجعله واحداً من أسرع وأكثر نماذج الاستدلال كفاءة على الإطلاق.
الركائز التقنية الأساسية
يستند نموذج «كي 2 ثينك» إلى ست ركائز أساسية للابتكار :
التدريب الخاضع للإشراف على سلاسل التفكير الطويلة لتعزيز العمق المنطقي
التعلم المعزز بمكافآت قابلة للتحقق لزيادة الدقة في معالجة المسائل المعقدة
التخطيط الوكيلي الذي يتيح للنموذج تفكيك التحديات الصعبة قبل معالجتها استدلالياً
تقنيات التوسع أثناء وقت الاختبار لتعزيز قدرته على التكيّف
الترميز التخميني المحسّن لتوافق مع معدات متخصصة
الأجهزة المحسّنة للاستدلال لتحقيق أقصى أداء ممكن
الأداء المتفوق والمقارنات العالمية
نجح نموذج «كي 2 ثينك» في ترسيخ مكانته ضمن أبرز نماذج الاستدلال في القطاع، متصدّراً جميع نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر في أداء المعادلات الرياضية على مقاييس مرجعية مثل AIME '24/'25 وHMMT '25 وOMNI-Math-HARD. يحقق النموذج نتائج تنافسية مع عمالقة الصناعة مثل OpenAI وDeepSeek، رغم كونه أصغر حجماً بكثير.
الرعاية القيادية والرؤية الوطنية
بارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الإعلان عن نموذج «كي 2 ثينك» تزامناً مع ذكرى ميلاد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في السابع من سبتمبر، تقديراً لإسهاماته في تأسيس مجالات التكنولوجيا والعلوم والابتكار.
أكد سموه أن دولة الإمارات ماضية بخطى حثيثة نحو تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتوظيفه لتحقيق المستهدفات التنموية ومواكبة التطورات العالمية ضمن رؤية الدولة نحو تحقيق مستقبل أفضل للأجيال.
التأثير الاستراتيجي العالمي
يضع إطلاق «كي 2 ثينك» الإمارات ضمن النادي المحدود من الدول القادرة على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، إلى جانب الولايات المتحدة والصين. النموذج متاح مجاناً وبالكامل مفتوح المصدر، مما يتيح للباحثين والمطورين في جميع أنحاء العالم استخدامه وتطويره، ويعزز مناخ الابتكار بشكل غير مسبوق.
الشراكة الاستراتيجية
يأتي «كي 2 ثينك» كثمرة تعاون بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI)، التي تُعتبر أول جامعة بحثية على مستوى الدراسات العليا متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ومجموعة جي 42، الرائدة في مجال تطوير حلول الذكاء الاصطناعي في المنطقة. هذه الشراكة تجسد التكامل المثمر بين القطاعات الأكاديمية والخاصة في دولة الإمارات.
الآثار المستقبلية والتطبيقات العملية
يُتوقع أن يشكل «كي 2 ثينك» منصة لابتكارات مقبلة، من مراكز البيانات المتطورة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية، بما يتماشى مع رؤية الإمارات للتحول الرقمي. كما يُرتقب أن يسهم في إعداد جيل من الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة المرحلة المقبلة من التحول التكنولوجي العالمي.
يمثل «كي 2 ثينك» خطوة فارقة في مسيرة الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، مؤكداً أن الابتكار مفتوح المصدر والشراكات الوثيقة بين القطاعين العام والخاص ستساهمان في تعزيز مكانة أبوظبي على ساحة الريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا الإنجاز يرسخ مكانة الإمارات منارةً للعلم والتقدم ومركزاً عالمياً للمعرفة، كما جاء في العبارة التي تصدرت الإعلان عن النموذج.