تحوّل صناعي في المملكة تقوده "رؤية 2030" وتمكّنه بنية تحتية صناعية متقدمة

رابح2012

عضو مميز
إنضم
23 نوفمبر 2020
المشاركات
2,135
التفاعل
4,842 462 0
الدولة
Saudi Arabia

تحوّل صناعي في المملكة تقوده "رؤية 2030" وتمكّنه بنية تحتية صناعية متقدمة​

المملكة تعمل على تأسيس قاعدة صناعية متينة تنافس عالميًّا

1748012844279.png


تشهد المملكة تحولًا تاريخيًّا غير مسبوق، إذ تُعيد رسم ملامح اقتصادها ببوصلة جديدة تقود اتجاهاتها رؤية المملكة 2030، فبينما كان النفط يشكل لعقود طويلة العمود الفقري للاقتصاد الوطني، تتجه المملكة اليوم نحو تنويع مصادر دخلها، وتوفير القيمة المضافة في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها القطاع الصناعي.

ولتحقيق تلك المستهدفات تعمل المملكة على تأسيس قاعدة صناعية متينة تنافس عالميًّا، تقوم على توطين الصناعات الإستراتيجية المتقدمة، وتمكين التقنية والمعرفة والابتكار، بالاعتماد على بنية تحتية ذكية ومتطوّرة.

وتنفذ هذا التحول الصناعي في المملكة منظومة صناعية متكاملة وشاملة تقودها وزارة الصناعة والثروة المعدنية، يُبنى على مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للصناعة التي تعد المحرك الأساسي للنهضة الصناعية السعودية، التي ظهرت ملامحها جلية في المدن الصناعية والتجمعات المتخصصة المتقدمة في مختلف مناطق المملكة، حيث تركز تلك المدن والتجمعات على قطاعات حيوية كصناعة الطيران، والسيارات، والصناعات الغذائية، والصناعات التعدينية، والبتروكيماويات.

وبلغ عدد المدن الصناعية (40) مدينة، كما وصل عدد المصانع إلى (12) ألف مصنع بنهاية عام 2024، مع سعي المملكة إلى الوصول إلى (36) ألف مصنع بحلول عام 2035.

ولا تقتصر مستهدفات هذه المدن والتجمعات على التصنيع والإنتاج، بل تعد نواة لمراكز اقتصادية قائمة على الربط الذكي بين مواقع التصنيع والأسواق المحلية والعالمية عبر شبكة من الموانئ الحديثة، وخطوط السكك الحديدية، والطرق البرية المتطورة.

وإدراكًا منها لأهمية التنويع الاقتصادي وتطوير القطاعي الصناعي، ضخَّت المملكة استثمارات نوعية لتطوير بنية تحتية متكاملة قوية، عبر بناء مدن صناعية وتجمعات متخصصة، تستهدف رفع القيمة المضافة في الصناعة الوطنية، وتوطين تقنيات التصنيع المتقدمة.

وفي هذا السياق، تبرز مدينتا الجبيل وينبع الصناعيتان قطبين رئيسين في قطاع البتروكيماويات العالمي، فيما أصبحت مدينة رأس الخير على سواحل الخليج مركزًا محوريًّا للصناعات التعدينية، وتحتضن مجمعًا لمعادن الألومنيوم، يعد أحد أكبر وأشمل المجمعات الصناعية عالميًّا، بالإضافة إلى إنتاج الفوسفات والمعادن الأخرى.

وفي الجنوب الغربي من المملكة، تتقدم مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية بوصفها مركزًا للصناعات الثقيلة والأنشطة كثيفة الاستهلاك للطاقة، إلى جانب الصناعات الغذائية والأنشطة الزراعية.

وفي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية "KAEC"، يبرز نموذج صناعي فريد يدمج بين التصنيع واللوجستيات، حيث تضم أحد أكثر الموانئ تطورًا في العالم، مما يعزز مكانتها مركزًا للتجارة العالمية.

وفي قلب المملكة، تأتي مدينة سدير للصناعة والأعمال باعتبارها منطقة صناعية ولوجستية متخصصة، تستقطب استثمارات مهمة في الصناعات الدوائية والغذائية والتصنيع الخفيف، وتسهم في تطوير سلسلة الإمداد الوطني.

ودعمًا لتنافسية القطاع الصناعي عالميًّا، وتوطين الصناعات الواعدة؛ أطلقت المملكة عددًا من التجمعات الصناعية المتخصصة التي تمثل محاور إستراتيجية لتطوير صناعات المستقبل.

ودشنت المملكة في جدة، وتحديدًا في واحة "مدن"، "أيرو بارك الأولى"، التي تُعد أول تجمع متخصص لصناعة وصيانة الطائرات، وتمتد على مساحة (1.2) مليون متر مربع، وتُقام بالتعاون بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية، والهيئة العامة للطيران المدني، بهدف توطين التقنيات المتقدمة وتوفير بيئة استثمارية محفزة لصناعة الطيران، عبر منشآت تصنيع حديثة ومراكز بحث وتطوير متقدمة تركز على مكونات الطائرات، وأنظمة الدفاع والتقنيات الفضائية، معززًا بموقع إستراتيجي قريب من مطار الملك عبدالعزيز الدولي وميناء جدة الإسلامي.

ويأتي هذا التوجه في إطار رؤية أشمل تستهدف تحويل المملكة إلى مركز إقليمي وعالمي للنقل الجوي، بقدرة استيعابية تصل إلى (30) مليون مسافر وسعة شحن سنوية تبلغ مليونا طن.

وفي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، يأتي مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات ليوفر بيئة ومتكاملة ومحفزة لتصنيع السيارات التقليدية والكهربائية، عبر توطين التقنيات واستقطاب رواد الصناعة العالميين لإنتاج (300) ألف سيارة سنويًّا في مجمع صناعي واحد.

ويهدف هذا التجمع إلى جعل المملكة لاعبًا رئيسًا في قطاع التنقل المستدام، من خلال شراكات إستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية لتوطين الإنتاج ونقل التقنيات، وتطوير سلاسل الإمداد بشكل متكامل.

وأطلقت المملكة عدة تجمعات لصناعة الغذاء تعزز الأمن الغذائي، شملت أكبر تجمع من نوعه في العالم لتصنيع الأغذية بمدينة جدة، يقام على مساحة (11) مليون متر مربع، ويضم (75) مصنعًا بمساحات تصل إلى (107) آلاف متر مربع، ومستودعات ضخمة بمساحة (134) ألف متر مربع.

وجرى تطوير هذا التجمع باستثمارات تصل إلى (20) مليار ريال، بهدف دعم الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات، وخفض التكاليف التشغيلية بنسبة تتراوح بين (5و12%)، بفضل تكامل الخدمات والبنية التحتية المتطورة، ويستهدف التجمع استقطاب أكثر من (800 ) مصنع بحلول عام 2035 في (10) أنشطة نوعية ضمن قطاع الصناعات الغذائية، بما يعزز مكانة المملكة في خارطة تصنيع وتصدير الأغذية عالميًّا.

وفي شهر أبريل الماضي أطلقت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" مجمعًا صناعيًّا للألبان في المدينة الصناعية بالخرج، الذي يمثل خطوة مهمة في تعزيز الأمن الغذائي للمملكة، ويغطي المجمع مساحة مليون متر مربع؛ يشمل مصانع للألبان والأعلاف، ومرافق للتعبئة والتغليف، ووحدات للتخزين، ويوفر المجمع الجديد بيئة إنتاج صناعي مستدامة ومتكاملة تضم مصانع جاهزة ومستودعات للتبريد.

ويشكل إنتاج محافظة الخرج من الألبان (70%) من إنتاج المملكة، ويُلبي الطلب في الأسواق المحلية والإقليمية.

وفي مجال البنية التحتية اللوجستية تلعب الموانئ والسكك الحديدية دورًا محوريًّا في دعم هذه التحولات الصناعية، حيث يواصل ميناء جدة الإسلامي أداءه بصفته أهم منفذ للصادرات والواردات الغذائية، بينما يعزز ميناء الملك عبدالله موقعه في خدمة الصناعات عالية القيمة، ويمثل ميناء رأس الخير منفذًا مهمًا لصادرات المعادن، في حين يخدم ميناء جازان المدينة الصناعية ويسهل الصادرات نحو القارة الأفريقية.

إلى جانب ذلك، يمثل خط الشمال - الجنوب أحد أهم مشروعات السكك الحديدية في المملكة، حيث يربط مناطق التعدين بالمدن الصناعية والموانئ، فيما يجري الإعداد لمشروع الجسر البري الذي يُعد من أكثر المشروعات طموحًا، إذ سيربط البحر الأحمر بالخليج العربي، ويعزز من دور المملكة ممرًا رئيسيًا للتجارة الإقليمية والدولية.

ولا يُمثل التحول الصناعي في المملكة مجرد إستراتيجية، بل رؤية بدأ تنفيذها على أرض الواقع، من مصانع تتبنى أحدث التقنيات، وتجمعات صناعية متخصصة في الصناعات المتقدمة مثل الطيران والغذاء والسيارات، حيث تعمل المملكة بوتيرة متسارعة على بناء اقتصاد يتكئ على المعرفة والابتكار، يقوم على بنية تحتية متقدمة وخطط نمو متكاملة.

وبفضل منظومة متكاملة - تشمل موانئ عصرية، وشبكة نقل حديثة، وحوافز استثمارية ذكية - تواصل المملكة استقطاب الاستثمارات النوعية المحلية والعالمية، وتعزيز بيئة أعمال تنافسية تسهم في تمكين تلك الاستثمارات، توفر القيمة المضافة منها في القطاع الصناعي.

ومع التقدم المتواصل في تنفيذ مستهدفات رؤية السعودية 2030، تتجه المملكة نحو موقع متقدم على خارطة الصناعة العالمية، لتتحول إلى قوة صناعية رائدة عالميًّا، تُنتج، وتُبدع، وتُصدٍّر، حيث إن ما تشهده المملكة ليست مجرد مرحلة انتقالية لقطاعها الصناعي، بل ثورة صناعية سعودية شاملة، تحكي قصة وطن اختار أن يصنع مستقبله بسواعد أبنائه؛ ليثبت أن الرؤية حين تتحول إلى تنفيذ، يصبح الطموح واقعًا يُبنى عليه الغد.

1748013079112.png


1748013103672.png


1748013124551.png


 

التصنيع الذكي المتقدم.. ركيزة أساسية للتحول الصناعي في المملكة​


1760727553500.png


يشهد القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية تحولًا إستراتيجيًا شاملًا تقوده برامج ومبادرات وطنية تستهدف بناء اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام.

ويعكس هذا التحول التزام وزارة الصناعة والثروة المعدنية بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، الرامية إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة الصناعة ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية، وذلك من خلال بناء القدرات الصناعية، وتحفيز الاستثمارات النوعية، وتبني التقنيات المتقدمة في التصنيع، وتطوير البنية التحتية الصناعية، وتمكين الكفاءات الوطنية.

ويبرز التصنيع الذكي المتقدم أحد أهم المحركات الرئيسة لهذا التحول، إذ يقوم على توظيف تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، بما يسهم في رفع كفاءة الإنتاج، وتعزيز القدرة التنافسية، وتوسيع آفاق الابتكار.

وقد دعّمت الإستراتيجية الوطنية للصناعة هذه التوجهات عبر مبادرات نوعية، من أبرزها برنامج "مصانع المستقبل" الذي يهدف إلى تحويل (4,000) مصنع من منشآت تقليدية إلى مصانع ذكية وفق معايير عالمية.

وتشير أحدث التجارب الصناعية العالمية إلى الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في تمكين المصانع من تحسين مراقبة الجودة وزيادة الإنتاجية، فيما أتاح إنترنت الأشياء تطوير أنظمة متكاملة لإدارة الطاقة والموارد ومتابعة سلاسل الإمداد لحظة بلحظة.

أما الطباعة ثلاثية الأبعاد فقد فتحت آفاقًا واسعة لتسريع تطوير المنتجات وتقليل الاعتماد على المخزون وسلاسل الإمداد الطويلة، الأمر الذي يجعل هذه التقنيات أدوات إستراتيجية لإعادة تشكيل المشهد الصناعي، وليست مجرد خيارات تكميلية.

وفي السياق المحلي، تؤكد الإحصاءات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء أن هذا التحول انعكس إيجابًا على أداء القطاع الصناعي، حيث سجل الرقم القياسي للإنتاج الصناعي ارتفاعًا بنسبة (6.5%) في يوليو 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مدفوعًا بنمو الأنشطة التحويلية التي تمثل جوهر الصناعة الوطنية من خلال تحويل المواد الخام إلى منتجات عالية القيمة.

ويُظهر هذا النمو الأثر المباشر لبرامج التطوير الصناعي في تعزيز القدرة التنافسية وتحسين كفاءة الإنتاج.

كما يعكس الحراك المتواصل لوزارة الصناعة والثروة المعدنية التزامًا عمليًا بتبني تقنيات التصنيع الذكي المتقدم وتطبيقها في القطاعين الصناعي والتعديني.

ويشهد القطاع الصناعي تحولًا رقميًا متسارعًا مدفوعًا بتطوير البنية التحتية الرقمية وتسريع تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات.

وتمثل هذه التقنيات نقلة نوعية في مختلف مراحل الصناعة والتعدين، بدءًا من تحسين تصميم وهندسة المنتجات عبر تحليل البيانات الضخمة، مرورًا بأتمتة سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية، وصولًا إلى مراقبة الجودة بدقة عالية، بما يسهم في تقليل الهدر وزيادة رضا المستهلكين.

وفي هذا الإطار، يُقام معرض التحول الصناعي في السعودية Industrial Transformation Saudi Arabia في الرياض خلال شهر ديسمبر 2025، برعاية وشراكة مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وتنظيم من شركة دويتشه ميسي الألمانية، وشركة معارض الرياض؛ امتدادًا لهذه الجهود، حيث يشكل المعرض منصة رئيسة لاستعراض أحدث تطبيقات التصنيع الذكي المتقدم، وبناء شراكات دولية تسهم في نقل وتوطين التقنيات الصناعية.

ويحتضن المعرض برنامجًا شاملًا من المؤتمرات والندوات وورش العمل، إلى جانب مسابقات الابتكار والهاكاثون، مع تركيز خاص على تمكين الكفاءات الوطنية وتأهيلها للتعامل مع التقنيات الحديثة من خلال برامج تدريبية تستهدف الطلاب والمهندسين والفنيين، بما يعزز التكامل بين القطاعين الصناعي والأكاديمي، ويُعد جيلًا جديدًا من الكفاءات القادرة على قيادة الصناعة المستقبلية.

ويمكن الاطلاع على تفاصيل المعرض وبرامجه عبر منصته الرسمية.

ويجسد هذا الحدث رؤية المملكة الطموحة في جعل الصناعة ركيزة إستراتيجية تعيد تشكيل المشهد الصناعي الوطني، وتُرسخ مكانتها قوة صناعية رائدة على مستوى العالم، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

1760727760135.png
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى